منبر البترا – براءة السنيان – قال الدكتور زياد عيسى زايد – الأستاذ المساعد في قسم العلوم التربويّة -التربية الرياضيّة في جامعة البترا – إنّ عدد المصابين بمرض السكري في العالم يصل إلى نحو 425 مليوناً، يموت منهم سنويّاً ما يُقارب مِليوناً ونصف المليون، وأنّ شخصاً واحداً مصاب بالسكّري من بين كلّ أحد عشر شخصاً.
وأوضح خلال محاضرته العلميّة في جامعة البترا تحت عنوان: “وصفة النشاط البدني لمرضى السكري” أنّ هذه الأرقام تؤثر على صحّة الأفراد والمجتمعات وعلى ميزانيّة الدول وعلى اقتصادها وناتجها القومي والصحّة المجتمعيّة.
وأشار إلى أنّ باكستان تسجّل أعلى نسبة إصابة بالسكري عالميّاً حيث وصلت إلى 31% من السكّان، وعلى مستوى الوطن العربي ذكر أنّ جمهورية مصر العربيّة تسجّل المرتبة الأولى في عدد المصابين بمرض السكري الّذي وصل إلى نحو 11 مليون مصاب، تليها السعودية، فيما يحتلّ الأردن المرتبة السادسة والعشرين على مستوى العالم وبنسبة مُصابين وصلت إلى 45% من عدد السكّان.
وقال إنّ منظمة الصحة العالمية مرض السكري عام 1979 بأنه: حالة مرضيّة مزمنة أي “لا شفاء منه” يستطيع المريض التعايش معه من خلال الدواء والرياضة وزيادة الحركة، وهو ناتج عن عوامل وراثيّة وبيئيّة وهي تعني نقصاً مطبقاً في إفراز الأنسولين في البنكرياس إمّا لا يفرز تماماً أو يفرز بكميات قليلة، موضحاً أنّ هذا التعريف سيتغير عن طريق البحث العلمي إلى “غير مزمن ويمكن الشفاء منه”.
قياس السكري الطبيعي
وأوضح أنّ نسبة سكّري الصائم” – أي قياس نسبة السكّري بعد الامتناع عن تناول الطعام لمدة ثماني ساعات – تتراوح ما بين ٨٠-١٢٠ مليغرام لكل ١٠٠٠ مليلتر وهذا القياس الطبيعي للسكّري.
وذكر أنّ السكّر يدخل لأجسامنا عن طريق الغذاء “الكربوهيدرات” التي نتناولها على ثلاثة أشكال إما سكريات بسيطة التي توجد في سكّر الفاكهة، او السكّريات الثنائيّة التي توجد في “سكّر المائدة” سكّر الشاي والقهوة، والنوع الأخير هو السكّريات المعقدة والمركبة التي تتكوّن من مجموعة كبيرة من السكّريات مثل النشويات والبطاطا.
أنواع مرض السكري
وأضاف أنّ النوع الأوّل من السكّري هو النوع الذي يعتمد على الأنسولين، وهنا يكون البنكرياس عاجزاً تماماً لسببٍ عضويّ، غير معروف السبب طبياً “البنكرياس توقف عن العمل” لذلك يلجأ المريض إلى الأنسولين من أجل عمل الوظيفة التي يقوم بها البنكرياس، مشيراً إلى أنّ نسبة الإصابة بهذا النوع قليلة جداً من مجموع الإصابات بالسكّري ولا تتجاوز 10% وعادة ما تصيب الأطفال، فيما نسبة الإصابة بالنوع الثاني غير المعتمد على الانسولين تصل إلى 90%، وعادة البنكرياس يعمل لكن الإفراز يكون بكميّات قليلة أي أنّ مُستقبلات الأنسولين لا تقوم بدورها الوظيفيّ المطلوب منها.
وأكّد أنّ هناك عوامل لا يمكن التحكّم بها مثل العوامل الوراثيّة وأن يكون أحد الأبوين “مصاب” أو كلاهما، والتاريخ المرضيّ للعائلة، وعوامل التقدّم بالعمر، وارتفاع ضغط الدم، مبيّناً أنّ هناك عوامل بيئيّة مُكتَسَبَة يمكن أن نتحكّم بها مثل النظام الغذائي الذي يمكن أن نغيّره ونحوّله إلى نظامٍ صحيّ وأن نزيد من مستويات الحركة والنشاط البدنيّ.
أعراض الإصابة بمرض السكّري
وشدّد الدكتور زياد عيسى زايد على ضرورة الانتباه المُبكّر إلى أعراض الإصابة بمرض السكّري، ومنها: التبوّل بشكل مستمرّ، والتنميل والوخز في الأطراف، والشعور المستمرّ بالعطش، وصعوبة شفاء الجروح، وزيادة التعرُّق، وبعض الآلام في البطن، وفقدان الوزن دون سبب معين “دون حمية”، بالإضافة إلى التّعب الشديد مقابل أقلّ نشاط بدنيّ.
وحذَّرَ من خطورة مضاعفات مرض السكري والّتي يُمكن أن يُصاب بها المريض، ومن بينها مضاعفات على شبكيّة العين والّتي قد تُؤدّي في بعض الأحيان إلى فقدان البصر، كما قد يمكن للسكّري أن يؤدّي إلى “غرغرينا” .
خطة العلاج
وقال الدكتور زياد عيسى زايد إنّ هناك أربع قواعد أساسيّة في خطة العلاج مع مرضى السكري وهي: غذاء متوازن، والانتظام في العلاج الّذي وصفه الطبيب، والابتعاد عن الضغوط النفسيّة، وممارسة النّشاط البدني، مشيراً إلى أنه يطلق على البرنامج “وصفة” لأنّ الخطأ غير مسموح به نهائياً، وأنّ أسس هذه الوصفة تعتمد على: نوع النشاط، والشدّة، والمدّة، بالإضافة إلى تكرار النّشاط.
ويُذكَر أنّ كُليّة الآداب والعلوم في جامعة البترا نظّمَت هذه المحاضرة بمناسبة اليوم العالميّ لمرضى السكّري في مسرح عوني الأسير، وتحت رعاية الأستاذ الدكتور محمود السلمان عميد الكليّة، وبحضور الأستاذ الدكتور إياد الملاح عميد شؤون الطلبة، وعدد من أعضاء الهيئتين التدريسيّة والإداريّة، بالإضافة إلى عدد من طلبة الجّامعة.