دعا رئيس الوزراء السابق الدكتور عدنان بدران إلى إعادة صناعة المدرسة والجامعة، وإعادة النظر في أجور المعلمين وإعطاء المدارس والجامعات مزيدا من الاستقلالية الخاضعة للشفافية والمساءلة. والتوجهُ إلى تعليمٍ أقل وتعلم أكثر، قائلا “يجب أن تكونَ مناهجُنا ومدارسُنا وجامعاتُنا وتعليمنَا سلساً مرناً إيجابياً، يقبلُ التعديل لمجابهةِ تحديات لا نعرف مداها أو اتجاهها، فالمستقبل القادم يصعبُ التنبؤَ به، فهو سريعُ التغيير”.
جاءت دعوة بدران ضمن ورقة بعنوان “إنجازات المئوية الأولى وتحديات المئوية الثانية في التعليم” قدمها خلال فعاليات مؤتمر “المجتمع الأردني في مئة عام” الذي نظمته الجامعة الأردنية.
وطالب بدران بترسيخ نوعية التعليم وجودته في المئوية الثانية قائلا “علينا الانتقالُ بالتعليم والبحث العلمي إلى منظومةِ الإنتاجِ لبناء الثروة، ثروةِ الموارد البشرية وثروة بناء المؤسسات والمهارات والتكنولوجيا من مخرجات التعليم والبحث العلمي”.
وأشار بدران إلى أن إرادة التغيير في المناهج انتصرت في ماليزيا وكوريا وسنغافورة وفنلندا وايسلندا وايرلندا ودولٍ أخرى، وتحولَتْ تبعاً لذلك، إلى دولٍ صناعيةٍ رائدة في مقدمةِ الأمم في بناءِ الثروة والدخلِ القومي، قائلا “لذا، علينا إحداثُ ثورةً بيضاء للتركيز على الإنسان الأردني كثروة بشرية، ووضع التعليم على أولويات اجندتنا الوطنية”.
وأضاف بدران “لقد اكتملت البنية التحتية من مؤسسات تعلمية وبحثية في المئوية الأولى، والآن علينا الانطلاق إلى الاقتصاد المعرفي والرقمي. من خلال المنظومة التعليمية من مخرجاتِ تطلب التوظيف إلى مخرجاتٍ ريادية من رجال الأعمال توظف وتشغلُّ الآخرين من الشباب من خلال تأسيس شركات ناشئة (startups) منها الصغيرةُ والمتوسطة (SMEs). هذا هو التحدي الذي ينتظرُنا جميعاً في المئوية الثانية”.
وقال بدران لقد كانت المئوية الأولى للمملكة تمثل مراحل التأسيس والتكوين والتمكين والتمتين والتعزيز لمنظومة التعليم وتوفيره للجميع من أجل بناء الإنسان”، مضيفًا “علينا في المرحلة الحالية والقادمة تكييف مخرجات التعليم والبحث العلمي لبناء قطاعات الصناعة والزراعة والخدمات من خلال الاختراع والابداع والابتكار والإدارة الناجحة (الحوكمة) لمواردنا البشرية والطبيعية والمالية، واقتناصِ الفرصِ من أزماتنا المحلية والخارجية”.
المنشور السابق