اعتبر المستشار الأعلى لجامعة البترا رئيس الوزراء السابق الدكتور عدنان بدران أن الشركات الناشئة تعد من أهم روافد الاقتصاد في العالم، قائلا إن الجامعات الأردنية مطالبة برفد المجتمع بشركات ناشئة تقوم على تكنولوجيا المعلومات والتكنولوجيا الدوائية، وتكنولوجيا الإدارة والمحاسبة والتمويل، معتبرًا أن ذلك يسهم في تقليص البطالة ودعم الاقتصاد القومي.
وتعرف الشركات الناشئة بأنها شركات تنشأ بناءً على براءات اختراع ونتائج أبحاث علمية ومشاريع أساتذة الجامعات والطلبة، وتعمل على تقديم خدمات ومنتجات جديدة للمجتمع.
واستضاف نادي جامعة البترا بدران ضمن فعاليات الصالون الثقافي في محاضرة بعنوان “دور البحث العلمي في بناء الاقتصاد المعرفي الأردني للاعتماد على الذات” وأدار النقاش فيها رئيس النادي الدكتور إياد الملاح.
قال بدران إن الجامعات الأردنية مطالبة بأن تكون حاضنات علمية ترفد المجتمع بشركات ناشئة تساهم في إيجاد أساليب وتقنيات جديدة في الصناعة والزراعة والخدمات وفي تدريس اللغات، مضيفًا “فليكن هناك احتفالان سنوياً في جامعاتنا الوطنية، الأول لتخريج الموارد البشرية المبدعة، والثاني لتخريج الشركات الناشئة التي تقوم على براءات الاختراع ومخرجات البحث العلمي، علينا إجراء زواج وتكامل حقيقي، بين الجامعة وحاجات المجتمع”.
ويرى بدران أن تعزيز البحث العلمي في الجامعات سواء لدى الطلبة أو أعضاء الهيئة الأكاديمية يقود إلى براءات اختراعات ومنتجات يحتاجها المجتمع المحلي والعالم، وعندما توفر الجامعات حاضنات علمية لتلك الاختراعات والمنتجات ستتوفر حينها البيئة المناسبة لتأسيس شركات صغيرة ناشئة، تعمل على تسويق منتجها في السوق المحلي والعالمي، وعندما ينجح عمل الشركة تنتقل من حاضنة الأعمال في الجامعة إلى السوق المحلي، وبهذا تكون الجامعات قد رفدت السوق بشركات ناشئة.
واعتبر بدران أن دخول الشركات الناشئة إلى سوق العمل يخلق فرص عمل للمتعطلين كما أنها تساعد على زيادة الدخل القومي، قائلا “لنلاحظ معاً ماذا قدمت أقدمُ جامعةٍ في كوريا الجنوبية وهي جامعة “صن كي كوان”، لقد قدمت للعالم سامسونج، وخلقت أسواقاً اقتصادية لكوريا الجنوبية وللعالم بالمليارات، وفتحت فرص عمل جديدة لملايين الكوريين وأبناء البشر، وقضت على البطالة بين الشباب، وأدت إلى القضاء على الفقر، وزيادة في دخل المواطن، والدخل القومي لشعب كوريا الجنوبية والكثير من أقطار العالم”.
ورأى بدران أن “المفتاح” يكمن في تطوير التعليم وتطوير مهارات الطلبة في التفكير الناقد والعقل التحليلي وحل المشاكل وبناء مهارات الاستنتاج والبحث والاستقصاء والتساؤل، وقال “عندما نرى الخريجين ينشئون ويؤسسون بإبداعاتهم أسواقاً جديدة في مجالات تخصصاتهم، عندئذ أستطيع القول بأن جامعاتنا نجحت بأن تكون ريادية وبخمس نجوم، وبدأ الوطن بالاعتماد على الذات دون أي تبعية اقتصادية أو سياسية، والسير مع الدول المتقدمة”.
وأكد بدران أن الجامعة تشكل الحاضنة الحقيقية لإنتاج المعرفة، وتشكل مخرجاتها القاطرة الحقيقية لنمو الإنتاج القومي من صناعة وزراعة وخدمات، مضيفًا أن اهتمام الجامعة بالبحث العلمي والابتكار يسهم في رفد السوق “بالشركات الناشئة، والشركات الصغيرة والمتوسطة من خلال مجمعات علمية صناعية تابعة للجامعة، وما أن تنضج وتكبر وتعتمد على ذاتها، حتى يتم تخرجها من المجمعات العلمية الجامعية إلى الفضاء الخارجي”.
واعتبر بدران أن الشركات الناشئة تشكل عربات تكنولوجية ومحركات للنمو، معتبرًا أن تخريج الشركات الناشئة “يشابه إلى حد ما تخريج الأكفياء من موارد بشرية مبدعة ومبتكرة، تكون رافعة للوطن اقتصادياً، تشغل الآخرين، وتكونُ مساراً مستداماً للقضاء على البطالة والفقر، ليسير الأردن في نهضته مع الأقوياء في مئويته الثانية للخروج من نفق الدول النامية إلى مصاف الدول المتقدمة”.
