دانا السخن
استيقظت في غرفةِ الانتظار وفي راحةِ كفّي تذكرة رحلتي التي طالما حلمت بها.. ركضتُ خائفةً من أن يفوتني القطار و لكن سرعان ما سمعت صوت القطار كأنه يقهرني و يقول لي: لن تلحقي بي ابدا…
صوت رحيل القطار كان مجرد كابوسٌ ايقظني من حلمٌ سيء كنت أصارعه في منامي داخل غرفتي المنفردة الباردة استيقظت مذعورة من صوت صاحبَ صوت القطار المفزع فقد كان الصوت غير معروف المصدر عن صوت مُهلك يشبه صوتي عند المرض….
عن صدى صوت الألم بداخلي عندما تضيق الأيام بي ….عن غضب يصفعني لأفوق من غفلتي يقول : إلى متى ؟ إلى متى ؟سيبقى حلمك نصف حلم مغطى بالأمل المحطم! إلى متى سيستمر سباقك مع الدهر و قدمك مقيدة بسلاسل الكآبة المتآكلة من صدأ الحزن القديم في جوفك إلى الآن لم تتجرأ من تحريرها….
وفي هذا اللحظات و بعد سماعي للصوت الممتلئ بالدموع ، شردت وهو يبدأ بالندم.. فهنا أدركت أنه صوت حلمي يستنجد بشغفي المُلقى بعيدًا .. قبل أن يأخذه حفار القبور لسرداب الاماني والاحلام التي تخطف الاحلام من شتى الأجيال التي تمر مرور الذئاب بين المدافن …
شعرت بعد تلك الغفوة بصوت أجنحة الموت تصفق فوق قبو في الوقت الذي يبدأ حفار القبور بتجهيزه و بعد هذه اللحظة تلاشى كل شيء و اختفت الأصوات فأدركت أن حلمي قد دفن مع بقية القبور التي غطت غرفتي و بدأت بالوقوف بجانب كل قبر المصاحب بألقاب الاحلام و أعمارهم متذكراً تفاصيله فأدركت ان اليوم هو يوم ميلادي اليوم الذي يأتي الي حلمي و يعاتبني لأنني لم احققه و يدفن …
فقد فنيت عمري و انا ادفن احلامي بهذه الغرفة المظلمة التي ضاقت عليّ من كثرة القبور التي تخبأ في داخلها حكاية تمثل طفولتي و أخرى تمثل مراهقتي تتبعها شبابي و إلى الآن لا اعرف الإجابة على وصية حلمي “إلى متى”؟