منبر البترا – تالا أبو دقة / مايا هنيّة
تصوير: ميران البيك / مي علان
في مشهد رائع جسَّدَ عمق الانتماء وثبات المبادئ، نظّمت عمادة شؤون الطلبة في جامعة البترا صباح أمس الأحد، ندوة وطنيّة تحت عنوان: “الدَّور الأردنيّ الثّابت في دعم الصمود الفلسطينيّ”، قدَّمَها العميد الركن المتقاعد مخلص المفلح، مدير التوجيه المعنويّ الأسبق في القوات المُسلحة الأردنيّة.
وخلال حديثه، وضع المفلح الحضور أمام حقيقة لا تقبل الجدل: “دعم الأردن لفلسطين لم يكن يوماً موقفاً عابراً أو شعاراً مرحليّاً، بل هو مبدأ راسخ في وجدان الأردنيّين، وركيزة من ركائز الهويّة الوطنيّة.
وأوضح أنّ العلاقة التي تجمع الأردن بفلسطين أعمق من أن تُختصر بجغرافيا أو حدود، فهي علاقة نُسجِت عبر عقود من الدم والتاريخ والمصير المشترك، مؤكّداً أنّ الوقوف إلى جانب فلسطين كان دائماً قراراً وطنياً، تجسّده الدولة وتحتضنه القاعدة الشعبيّة بكلّ ما حملته من دعم ومشاركة وتضحيات.
واستعرض المفلح جانباً من هذا التاريخ مشيراً إلى أنّ التضحية الأردنيّة من أجل فلسطين لم تبدأ بعد تأسيس الدولة، بل سبقتها بسنوات، وقبل تأسيس إمارة شرق الأردن، عندما ارتقى الشيخ كايد المفلح العبيدات شهيداً على أرض فلسطين عام 1920، خلال معركة تل الثعالب، في مقاومة شعبيّة أردنيّة للمستعمرات اليهوديّة.
وتناول المفلح مواقف الملك المُؤسّس عبد الله الأوّل، الذي جعل من فلسطين قضيّته الأولى منذ تأسيس الإمارة، على الرغم من القيود المفروضة من الانتداب البريطاني.
وفي ردّه على الأصوات التي تحاول الإساءة للمؤسّسات الوطنيّة، شدّد المفلح على أنّ من يقرأ التاريخ بعين مُنصفة يدرك حجم ما قدّمه الجيش الأردني والأجهزة الأمنيّة دفاعاً عن فلسطين، داعياً الشباب إلى أن يكونوا على قدر هذه المرحلة، وأن يتسلّحوا بالوعي والمعرفة، لا بالشّائعات والمغالطات.
وأكّد في نهاية حديثه أنّ الأردن، قيادة وشعباً، سيبقى على العهد، ثابتاً في موقفه تجاه فلسطين، متمسكاً بعلاقة لا تُفكّكها الضغوط، ولا تغيّرها التحدّيات، مشيراً إلى أنّ هذه المواقف لم تكن يوماً مواقف عابرة، بل مواقف دم، وهويّة، ومصير مشترك.
ويُذكَر أنّ الندوة – الّتي أدارها الأستاذ الدكتور إياد الملاح، عميد شؤون الطلبة – حظيت بحضور جماهيريّ لافتٍ للنّظر، كما حضرها الأستاذ الدكتور رامي عبد الرحيم، رئيس الجامعة، وعدد من عمداء الكليّات في الجامعة وأعضاء الهيئتين التدريسيّة والإداريّة.
