منبر البترا – تالا أبو دقة
نظّم قسم الإذاعة والتلفزيون في كليّة الإعلام بجامعة البترا، صباح اليوم الثلاثاء، ندوة متخصّصة بعنوان “البودكاست والذكاء الاصطناعي في تشكيل إعلام الغد”، استضاف خلالها الإعلاميّة هبة جوهر، وصانع المحتوى محمد عموش، بحضور عدد من أعضاء الهيئة التدريسيّة والطلبة.
سلّطت الندوة الضوء على البودكاست كوسيلة إعلاميّة رقميّة صاعدة، وناقشت مميزاته باعتباره امتدادًا للإعلام المسموع، وقدرته على مخاطبة الخيال والتفاعل مع جمهور دائم الحركة والانشغال، باستخدام حاسّة واحدة فقط.
وأشارت هبة جوهر إلى أنّ البودكاست ليس مجرّد صيحة أو محادثات عفويّة كما يظنّه البعض، بل يتطلّب تخطيطًا دقيقًا وفهمًا عميقًا للجمهور، مؤكّدة أن “المايكروفون وحده لا يصنع محتوى ناجحًا”.
كما استعرضت الفروقات بين البودكاست والإنتاجات المرئيّة، مشيرة إلى أنّ البودكاست يحتفظ بسحره لكونه غير مرئي، ويتيح لمقدّمه التعبير بأسلوب شخصيّ دون الحاجة لإبراز وجهة النظر أو الرأي بشكل مباشر.
وقدّمت نصائح عمليّة لصُنّاع البودكاست، من بينها: الحفاظ على نبرة طبيعيّة، وتبسيط اللغة، ومراجعة النصّ وتقديمه بصوت عالٍ، وترك مساحة للعفويّة.
وعرضت جوهر خلال الندوة إحصائيّة حول المحتوى الأكثر استماعاً عبر الإنترنت، أشارت فيها إلى أنّ 20.6% من النّاس يتّجهون إلى البودكاست، مقابل 17.9% يستمعون للبرامج الإذاعيّة، و17.2% للكتب الصوتيّة، بينما يذهب الباقون إلى خدمات بثّ الموسيقى أو منصّات أخرى.
من جانبه، تطرّق محمد عموش إلى التحدّيات التي تُعرقل صناعة البودكاست في العالم العربي، مثل ارتفاع أسعار الأجهزة، وتكاليف تحرير الصوت والموسيقى مع مراعاة حقوق النّشر، إضافة إلى صعوبة الاستمراريّة في غياب الدعم الفني والتمويلي.
وشارك العموش تجربته مع منصّة “مسجل” التي تعتمد على الذكاء الاصطناعي، موضحًا كيف باتت بعض هذه المنصّات تحوّل المحتوى الصوتيّ إلى محتوى مرئيّ بفضل التطوّر التكنولوجيّ المتسارع.
واختتمت النّدوة بتكريم الضيفيْن من قِبل عميد الكلية الأستاذ الدكتور علي نجادات، تقديرًا لمشاركتهما القيّمة في تعزيز الوعي بإعلام المستقبل لدى طلبة الجامعة.
