منبر البترا – هبة عماد
في تجربة ميدانيّة ثريّة بالمعرفة، قفز طلبة قسم الصحافة والإعلام الرقميّ في كليّة الإعلام بِجامعة البترا إلى قلب العمل الصحفيّ، خلال زيارة إلى صحيفة “الغد” برفقة الدكتور محمد بني دومي، ضمن مساقي “الإخراج والإنتاج الصحفي”، والكتابة الصحفيّة 2″.
لكن هذه الزيارة لم تكن مجرّد جولة تقليديّة في أروقة مؤسسة صحفية، بل أشبه برحلة استكشاف حيّة، امتزج فيها عبق الحبر بأضواء الشاشات، وانفتح فيها الطلبة على تفاصيل دقيقة لمسار الخبر، منذ لحظة ولادته في أذهان المُحرّرين، وحتى لحظة ظهوره على صفحات الجريدة أو عبر منصّاتها الرقمية.
في غرفة التحرير، استمع الطلبة إلى قصص حقيقيّة من قلب الحدث، وتابعوا كيف تنمو الفكرة لتصبح عنوانًا، ثم قصةً تمسّ القارئ وتبقى في ذهنه. ولم يكن المشهد أقل إثارة في أقسام الإخراج والمونتاج، حيث تُتَرجَم النّصوص إلى تصاميم وصور، تنطق قبل أن يُقرأ السطر الأوّل.
أما ذروة الرحلة فكانت داخل المطبعة، حيث تدور الآلات بلا كلل، مطلقة رسالةً واضحة: “الصحافة الورقيّة لم تمُت”. هناك، وقف الطلبة مدهوشين أمام ماكينة لا تزال تطبع الحياة بالحبر، متحدّية عصر الرقمنة، ومؤكدة أنّ الورق ما زال يروي الحكاية كلّ صباح.
كوادر “الغد” المهنيّة لم تبخل بخبراتها، إذ فتحوا الأبواب أمام الطلبة لاكتشاف ما لا يُدرّس في القاعات، بل يُعاش على أرض الواقع، كما فاجأوا الحضور بتأكيدهم أنّ الصحف الورقيّة ما زالت تُنتَج وتُوزَّع وتُقرَأ وتُباع، خلافًا لما كان يظنّه كثير من الطلبة.

