منبر البترا – فرح أبو الشّعر
قال معالي نايف زكريا استيتية، وزير العمل الأسبق ومؤسس مركز تطوير الأعمال (BDC): الريادة هي فنّ تحويل الفكرة إلى مشروع واقعي يخدم المجتمع ويصنع الأثر، والريادة لا تقوم على وفرة المال بقدر ما تعتمد على الإيمان بالفكرة، والمبادرة، والإصرار على التنفيذ.
جاء ذلك خلال محاضرته “ريادة الأعمال في الأردن”، في جامعة البترا، بحضور عدد من الطلبة المهتمّين بريادة الأعمال والعمل الحرّ.
وأضاف استيتية أنّ النّجاح ليس حكرًا على أصحاب رؤوس الأموال، بل هو ثمرة المثابرة والإرادة والعمل الجادّ.
وتوقّف الحضور عند عبارته المُلهمة: “ابدأ من مكانك بما تملك، لأنك إن لم تبدأ اليوم فلن تصل غدًا”.
وحملت تلك الجملة خُلاصة رسالته إلى الشباب، ومفادها: “إنّ البداية الحقيقيّة لأيّ إنجاز تكمن في الشجاعة على اتخاذ الخطوة الأولى، لا في انتظار الظروف المثالية”.
وتناول استيتية المهارات التي يحتاجها الريادي الناجح، مثل التواصل الفعّال، وإتقان اللغة الإنجليزيّة، والقدرة على التعلّم المستمرّ، بوصفها أدوات تُمكّن الشباب من تحويل أفكارهم إلى مشاريع واقعيّة.
وشارك استيتية الحضور جانبًا من مسيرته الشخصيّة، متحدثًا عن بداياته البسيطة والدروس التي استخلصها من الفشل، وكيف تحوّل ذلك الفشل إلى دافعٍ لتحقيق النجاح الذي تَوَّجَهُ بتأسيس مركز تطوير الأعمال، أحد أبرز المؤسّسات الداعمة للشباب الأردنيّ.
وقبل نهاية اللقاء، أجاب الوزير الأسبق عن أسئلة الطلبة حول التحدّيات التي تواجه الرياديّين في الأردن ودور الجامعات في دعمهم، مؤكدًا أنّ الجامعات يجب أن تكون حاضناتٍ للإبداع والتجريب، لا مؤسّسات تقليديّة تكتفي بالنظريّات.
ومع ختام هذه المحاضرة القيّمة نستشعر المعنى الحقيقيّ لريادة الأعمال؛ والمُتمثّل بأنّ الريادة ليست مشروعًا ماليًا أو حلمًا مؤجلًا، بل طريقة تفكيرٍ تؤمن بالبداية، وتحوّل التحدّي إلى فرصة، والفشل إلى خطوة نحو النجاح.
لقد كانت المحاضرة تذكيرًا صادقًا بأن من يملك الشغف لا ينتظر الظروف، بل يَصنعها.

