العملية التعليمية عمادها الطالب والمعلم والمادة العلمية، ولن تنجح هذه العملية إلا إذا كانت العلاقة بين الطالب والمعلم قائمة على الثقة والمودة والاحترام المتبادل. لذا يجب على الطالب بداية أن يحترم أستاذه الجامعي ومن ثم يبذل قصارى جهده في تعلم ما هو جديد في مجال تخصصه.
عندما أدخل بسيارتي صبيحة كل يوم الحرم الجامعي وأرى عدد غير قليل من الطلاب يجلسون على المسطح الأخضر أو على عتبات الكافتيريا أو على مقربة من الأكشاك الوفيرة في حرمنا الجامعي وفي أيديهم علب السجائر والهواتف الخلوية ويحتسون القهوة والشاي وليس معهم أية كتب أو دفاتر، لا أخال نفسي وقتها في حرم جامعي. أتذكر زيارة قمت بها قبل عقدين من الزمن إلى جامعة “يبيل” في مدينة نيوهافن في الولايات المتحدة حيث الطلبة يحملون كتباً وأدوات لها علاقة بتخصصاتهم ومعهم الكمبيوتر الشخصي (اللاب توب) وغيرها من الأشياء التي يصعب حملها ويتحركون من مكان لآخر ولا يجلسون على العشب الأخضر الجميل، شعرت حينها أن هؤلاء الطلبة لا يضيعون دقيقة واحدة من وقتهم دون فائدة، وقبل أيام قمت بتوزيع استبانة على عدد من الطلبة يتجاوز 400 وكنت أتفاجأ بأن عدداً غير يسير منهم لا يحملون معهم أقلاماً للكتابة. هذا يدل على عدم جدية الطلبة في الدراسة، وهذا يقودني إلى أول نصيحة يمكن أن أسديها إلى طلبتنا وهي الجدية في الدراسة لأن العصر الذي نعيش فيه هو عصر التخصص في المعلوماتية وهذا يقتضي بمعرفة متخصصة جيدة في سوق تنافسي لا يجد فيه مكاناً غير المجد والمجتهد.
ما يلفت نظري أيضاً عدم الالتزام بأبسط قواعد اللياقة في ملابس الطلبة وأخص منهم الذكور. وأعتقد أن الطالب الذي لا يستطيع النجاح في دراسته يقوم بتعويض ذلك عن طريق لبس الشورتات في فصل الصيف، وعمل تسريحات بشعره “لا أول لها ولا آخر”، على مدى العام الدراسي. هذه المناظر المؤذية نلاحظها من وقت لآخر، وتشعر الأستاذ الجامعي “بتفاهة” هذا الطالب وعدم جديته في الدراسة.
أود هنا أن أشير إلى أن تعليمات منح درجة البكالوريوس في الجامعة لا تتيح للطالب أكثر من 15% من مجموع محاضراته للغياب عن المحاضرات، ومع ذلك فإن نسبة غياب الطلبة تفوق هذه النسبة ويتفنن الطلبة في خلق الأعذار لزيادة هذه النسبة. غياب الطالب المتكرر عن المحاضرات يفقده احترام الأستاذ الجامعي وبالتالي يؤثر سلباً على تحصيله ومعدله التراكمي.
عادة ما تحترم الطالبة الطالب المجد المجتهد، ولا تميل الطالبة إلى الارتباط لا اجتماعياً ولا عاطفياً بالطالب الكسول غير المجتهد لأنها تعتقد أن فشله في الدراسة سيمتد إلى عمله وأسرته وحياته الاجتماعية لاحقاً.
حاول عزيز الطالب أن تفكر في المصاريف التي يتكبدها والداك من أجل دراستك الجامعية، ومن باب الرحمة بهما حاول أن تنهي دراستك في أقل وقت ممكن حتى لا يتكبد الأهل خسائر مادية قد تفوق طاقتهم في الكثير من الأحيان.
كذلك يؤكد معظم الباحثين والأخصائيين أن النجاح يعتمد على قدرة الفرد على تنظيم وقته وترتيب أولوياته، وحتى يكون عامك الجامعي مثمراً وناجحاً حاول تنظيم وقتك والاستفادة منه.
وأحب أن أوجز فيما يلي بعض النصائح على شكل نقاط:
1. استغلال فترة الصباح، ففيها يكون الذهن في أقصى حالات استيعابه للمعلومات.
2. عدم تأجيل دراستك للمادة أو القيام بالمشروعات أو البحوث إلى وقت لاحق لأن ذلك لا يساعدك على التفوق الدراسي.
3. من المفضل أن تبدأ دراستك اليومية بالمادة الصعبة، ومن ثم الانتقال إلى الأسهل بالتدريج، فالدماغ يكون أقل إرهاقاً في بداية الدراسة لذلك الاستيعاب يكون أكثر.
4. من المفضل أن ندرس بشكل متواصل لمدة 20-40 دقيقة، ثم نأخذ استراحة لمدة 3-5 دقائق وأخذ راحة لمدة نصف ساعة بعد كل ساعتين أو ثلاث ساعات من الدراسة، بهذه الطريقة يستوعب الدماغ بشكل أفضل.
5. غالباً ما تلجأ بعض الأسر إلى صياغة هدف لأبنائها، على الرغم من عدم رغبة الأبناء بهذا الهدف. لذلك لا بد أن يتبلور في ذهن الطالب بشكل ذاتي هدفه في الحياة، يسأل نفسه الأسئلة التالية:
– ماذا أريد أن أحقق من خلال دراستي؟
– ماذا أريد أن أكون في المستقبل؟
– ما هي الخطوات العملية التي عليّ أن أقوم بها لتحقيق هدفي؟
6. إحرص على القراءة الواسعة المركزة في كل علم وتخصص، وبالذات في مجالك الذي اخترته، واحرص على القراءة والتحضير وطرح الأسئلة والبحث عن الإجابات.
7. المحافظة على الممتلكات الجامعية والمظهر الحضاري والجمالي للجامعة.
8. المشاركة والتفاعل الايجابي في إنجاح الأنشطة والبرامج العلمية والاجتماعية والترفيهية التي تقيمها.
9. الالتزام بالأخلاق والآداب العامة.
10. المشاركة الفعالة داخل حجرة الدرس.
11. الانتظام في الدراسة وعدم الغياب إن أمكن.
12. التعرف على مكاتب أو مواقع خدمات اتحاد الطلبة، إذ سيكون قادراً على دعمك وتقديم العديد من الخدمات والنشاطات الاجتماعية المتوفرة في الجامعة.
13. عليك ايجاد المكتبة والقيام بزيارة إليها، وستكون المكتبة أساسية ومهمة لك في دراستك.
ختاماً أبنائي وبناتي الطلبة أتمنى لكم كل التوفيق.
بقلم: د. فخـري خضـر