منبر البترا ـ بقلم د. حسام العتوم:
على مدى أكثر من عشرين عاماً أمضينا العمل وطلبتنا الأعزاء في جامعتنا البترا وفي قسم الصحافة من دون وجود كوخ فيها لبيع الصحف والمجلات والكتب الثقافية الخفيفة منها والثقيلة ولا زالت النسبة المئوية لارتياد مكتبتها الرئيسية من طرف الطلبة متواضعة رغم أن الكتاب هو صديق الفراغ والوقت والفكر والمعرفة والرياضة الذهنية ، وخير علاج للابتعاد عن شوائب المجتمع التي ترافق طالبنا إلى داخل الجامعة وتشكل من حيث لا ندري سلبيات غير مسؤولة نلاحظها عبر السنوات، تظهر بشكل فردي، مثل العنف المحدود المسيطر عليه إدارياً وأمنياً .
الآن .. أصبحنا نحن الأساتذة والطلبة في جامعتنا البترا العزيزة أمام حقيقة واستحقاق كلية الإعلام والحاجة تدفع لظهور كوخ صحفي أو أكثر منافس لتحريك المكون الاجتماعي والثقافي عند طلبتنا ولسد فراغهم في أوقات الفراغ . ولا أجمل من قراءة الصحيفة مبكراً أو التردد على صداقة الكتاب والمجلة النافعة، خاصة وأن سنوات الدراسة تمضي وما يبقى منها هو المعرفة والذكريات الجميلة والصداقة الأبدية .
نعم إن في حضور كوخ الصحافة الغائب حاليا عن جامعتنا عودة للمعرفة اللامنهجية وتثبيت لها ، ونريد أن نقفز بطالبنا بهذا الاتجاه ، فعندما نرتحل الى خارج الوطن نلاحظ تعلق حتى بسطاء الناس في الشوارع والحدائق وفي القطارات والميترو والباصات والتلفريك بالقراءة ، فلماذا لا نستفيق ونعود بطلبتنا رموز المستقبل للقراءة المفيدة في تعليم الذكاء ودقة الملاحظة وسعة الخيال وسرعة البديهة ؟ حان وقت قرع الجرس وظهور الكوخ .. وما الذي يمنع تحويل عدد من كتب المكتبة الخفيفة إلى داخل مطاعم الطلبة لكي يطلعوا عليها أثناء تناولهم وجبات الطعام ؟؟ إنها دعوة للتأمّل.
