منبر البترا
ضيوف المنبر

محمد القضاة نموذج حي للداعية الذي يجمع ما بين التنظير الديني والتطبيق العملي

                                                                                    

القضاة:الشباب مرحلة فيها الكثير من الطاقات التي يجب أن تستثمر

مندوب صوت البترا الطالب سيف الشيخلي والقضاة
مندوب صوت البترا الطالب سيف الشيخلي والقضاة

صوت البترا /أجرى المقابلة الطالب سيف الشيخلي

داعية اسلامي أردني تميز بأسلوبه الشيق الذي يخاطب فيه الشباب ويحببهم بأمور دينهم لينال بذلك المرتبة الأولى بين الدعاة على مستوى المملكة واحترام وتقدير عالي لدى الجمهور العربي في باقي الاقطار العربية.

يطل علينا محمد نوح القضاة من أكثر من نافذة إعلامية تلفزيونية وإذاعية ليأخذنا الى عالم آخر مفسرا ومبسطا لقضايا الدين والدنيا من باب الترغيب لا الترهيب مما جعله محط أنظار الشباب الذي يصعب مخاطبتهم لما تتمتع به هذه الفئة العمرية من خصال يصعب على الكثير التعاطي معها.

ولعل ما ميز القضاة عن غيره تجربته القريبة من الشباب التي جسد فيها تنظيره الديني الى أعمال ملموسة لتكون بذلك علامات مهمة في سيرة حياته فكان له الكثير من الفعاليات الشبابية التي قام بها سواء عند توليه لوزارة الشباب او قبلها وبعدها و التي اثبت من خلالها قدرة هذه الفئة العمرية على العطاء بعكس ما يقال عنها

توجهت الى القضاة في مكان عمله في الجمعية الخيرية التي تحمل اسم والده الشيخ نوح القضاة الذي كان له الاثر الكبير على شخصية ابنه الذي اكمل المشوار من بعده ليستقبلني الدكتور محمد استقبالا طيبا يدل على تواضعه فالنجم الداعية الذي نراه خلف الشاشة الصغيرة ونسمعه عبر المذياع يتمتع بالخصال نفسها عند مجالسته بعيدا عن تلك الاجواء فكان حوارنا التالي.

دور العائلة في تكوين الدكتور محمد نوح القضاة

صوت البترا: البداية دكتور نود أن تكلمنا عن الوالد رحمه الله كملهم لك في هذا الطريق.

د.القضاة : بسم الله الرحمن الرحيم والصلاة والسلام على رسول الله .. النقطة الأولى أبدأ من الجد رحمه الله جدي رحمة الله عليه من كبار المشايخ الذين درسوا الشريعة في الشام وكان له اربعة ابناء منهم والدي الشيخ نوح القضاة ودرسوا ايضا عند مشايخ دمشق وبدء في طلب العلم في دمشق منذ الصف السادس الابتدائي حتى عام 1965 وحصوله على درجة البكالوريوس ثم رجع الى الاردن وانتسب الى سلك القوات المسلحة برتبة ملازم اول وعند تدرجه في الرتب العسكرية ووصوله لرتبة نقيب استلم منصب الافتاء في القوات المسلحة وبقي مفتيا للقوات المسلحة الى عام 1994 وخدم في القوات المسلحة الاردنية حتى حصوله على رتبة لواء وأكمل الماجستير في الازهر الشريف والدكتوراه في الرياض وبعد ذلك انتقل الى منصب قاضي القضاة ومكث فيه سنة واحدة واستقال منه بسبب موقفه من القضاء الشرعي ومن ثم عين سفيرا في ايران للملكة لمدة ست سنوات ورجع الى الاردن وغادر الى الامارات وعمل فيها مفتيا لدولة الامارات لمدة ست سنوات وعاد الى الاردن وانشأ دائرة الافتاء بعد ان كانت مرتبطة بوزارة الاوقاف لتكون مستقلة برتبة وزير وعمل مفتيا للمملكة لمدة ثلاث سنوات ومن ثم اصابه المرض لمدة ثلاث اشهر الى أن توفاه الله.

بالعودة إلى سؤالكم اعطاني الحافز القدوة والمثال الحسن في سيدي الشيخ رحمه الله الذي كان باطنه وظاهره سواء وسعة العلم الذي كان يتمتع به اضف الى ذلك انه تعامل مع الشريعة ليس على انها امر مفروض وإنما الشريعة جزء من الحياة لذلك اعتدنا على ان الشريعة ليست عائقا امام الانسان في حياته الشخصية بل يتمتع بحياته وبنفس الوقت يعيش الحياة الاسلامية المثالية وبالتالي كان هذا المثال الذي امامي حافزا لأدرس الفقه كما هو حال اخوتي لنكون عاشقين للشرع الاسلامي.

مشكلة الشباب بالمصطلحات التي تطرق مسامعهم والتي تتحدث عن اليأس

صوت البترا : دكتور لكم تجربة حافلة مع الشباب في كثير من الحملات منها حملة اركب معنا ونحن انصار الله وغيرها .. من خلال تجربتكم مع الشباب هلا تحدثونا عن الشباب وعن ما قدمته هذه الحملات لهم

د.القضاة : الشباب مرحلة فيها الكثير من الطاقة وهذه الطاقة يجب ان تستثمر لمصلحة البلد والإبقاء على استثمار طاقاتهم في مجال الرياضة فقط غير نافع لان الرياضة وسيلة وليست غاية لأنها لن تحقق شيء على الارض كزراعة شجرة واستغلال الجهد ليثمر مثال على ذلك صيانة المدارس والمساهمة في تقديم العون في دور المسنين من قبل الشباب فالنماذج التي قدمناها في وزارة الشباب او قبلها كانت برهاناً كبيراً على ان هذه الفئة بإمكانها ان تقدم ما يخدم البلد فمشكلتنا اليوم هي بالمصطلحات التي تطرق مسامع الشباب والتي تتحدث عن اليأس وهذا اراه مقصودا لكي تبقى هناك طبقة متحكمة بالشباب لتوحي لهم ان ما من فائدة من ورائكم وانتم جيل لا يستفاد منه للإبقاء على نخبة سياسية واقتصادية متحكمة وعدم اعطاء فرصة للشباب لكي لا ينافسوهم و بالتالي النماذج التي قدمناها اثبتت العكس.

المرض الذي يصيب الوظائف العامة هو غياب الدين وخلو القيم

صوت البترا: تطرقنا بالحديث عن الوزارة .. كيف جمعت ما بين التنظير لأمور الدين كداعية وما بين التطبيق العملي لهذا التنظير في العمل الوزاري.

د. القضاة : سبب مقدرة الجمع هو لاني عشت في بيت ديني لا يفصل ما بين الدين والدنيا ولا يفصل بين القيم والوظيفة العامة، فالمرض الذي يصيب الوظائف العامة هو غياب الدين لان الدين يعطي للإنسان مجموعة من القيم منها الصدق فان تكون صادقا مع الله يعني ان تكون صادقا مع الموظفين، وأن تكون أميناً مع الله فأنت أمين مع المال العام، وان تكون عادلا مع بيتك يعني ان تكون عادلاً مع الموظفين، لذلك عندما اتيت للوزارة كانت القيم موجودة وما علينا إلا ان نطبقها وبفضل الله كان التطبيق ناجحاً وشهد القاصي والداني في ذلك، فقد استطعنا خلال ست اشهر سداد مديونية الوزارة للفترة ما بين 2007 الى 2011 مع تحقيق وفر مالي مقداره نصف مليون دينار وهذا التطبيق العملي للقيم يعطي حافزاً بأن هذه القيم ليست للتنظير فحسب بل للعمل بها.

الشباب حقق انتصارين مهمين في ثورات الربيع العربي وان كانت هناك جهات قد سرقت جهوده

صوت البترا : نود ان نتطرق دكتور الى الاحداث التي تمر بها امتنا العربية ومحيطنا الاقليمي ونقصد ما بات يعرف بالربيع العربي ورأيك بدور الشباب فيه بالوقت الذي يرى فيه المتابعون ان دورهم كان رئيسيا لكن جهودهم سرقت من احزاب اكثر تنظيما منهم

د.القضاة : بغض النظر عن من يقول ان هناك جهات دفعت وساهمت في تأجيج الشارع لكن ما يحدث ثورات حقيقيه نتيجة للظلم الواقع على الشعوب العربية، والشباب جزء من هذه الشعوب وجزء مهم كان له الدور الاكبر في الثورات وهذا مؤشر مهم لان يعتبر من خلاله اصحاب السلطة بكل مكان فعالم اليوم لا يمكن ان يهمش الشباب ودورهم كما هو حاصل قبل الربيع العربي. وبخصوص استغلال جهود الشباب بالثورات قد يكون الامر واردا وعليه ينبغي على الشباب استثمار جهودهم من خلال تنظيمات شبابية تكون بمستوى الاحزاب الاخرى لكن الشباب مع هذا حقق انتصارين مهمين في ثورات الربيع العربي وان كانت هناك جهات قد سرقت جهوده الاول من خلال ازاحة الدكتاتوريات والثاني اعطاء نموذج لمن يحكم مستقبلا بان الشباب لن يسكتوا في حال تكررت الدكتاتورية بأي شكل من الأشكال.

  • ·        أجري اللقاء قبل أن يتولى د.القضاة وزارة الأوقاف.

 

Related posts

إدراج مشروع تخرج في كلية تكنولوجيا المعلومات ضمن المشاريع الريادية المعروضة أمام الملك

admin user

كتّاب السيناريو يشتكون قلة الحماية 

الطالبة فرح تفتخر بوجودها في كلية العمارة والفنون

اترك تعليقا

WP2Social Auto Publish Powered By : XYZScripts.com