منبر البترا
مقابلات

“كورونا ” تساهم بتخفيض أعداد عمليات زراعة الأعضاء البشرية

“كورونا ” تساهم بتخفيض أعداد عمليات زراعة الأعضاء البشرية

منبر البترا-رانيا فطين وعلاصقر-كلية الاعلام

 عمان- أكد رئيس اختصاص أمراض وزراعة الكلى في وزارة الصحة الأردنية، الدكتور خالد زايد في مسشتفى الأمير حمزة ، إنّ عمليات زراعة الأعضاء انخفضت بشكل كبير خلال جائحة كورونا في الأردن     ، فيما أوضى المؤتمر( الأردني -الدولى )لامراض وزرع الكلى الذي عقد في نهاية العام الماضي (اونلاين) بـ”ضرورة إيقاف برنامج زراعة الكلى في مستشفيات العالم لحين انتهاء الجائحة”.

   ولفت الدكتورزايد ل”منبر البترا” إلى أهمية تشجيع ثقافة التبرع بالأعضاء في الأردن التي تمنح الحياة والأمل للاخرين .مؤكدا أن “أكثر الأعضاء المطلوبة للتبرع هي الكبد والكلى في الوقت ذاته فان التبرع من قبل متوفين دماغيا وحوادث السيرمحدودة جدا”

جاء ذلك، خلال مقابلة خاصة مع “منبر البترا” في قسم غسيل الكلى في مستشفى الأمير حمزه، علق على جدار مدخل القسم، لوحة كتب عليها “وحدة غسيل الكلى تم التبرع بأجهزة غسيل الكلى بالكامل من الحاج عبد المعطي محمد القريني وقرينته يسرى صالح خصوان إرضاءً لوجه الله تعالي وحتى تكون صدقة جارية ينتفع بها مرضى الكلى في هذا البلد الطيب”.وفيمايلي نص المقابلة :

* هل  تراجعت عمليات زراعة الكلى في ظل جائحة كورونا؟

عمليات زراعة الأعضاء انخفضت بشكل كبير خلال جائحة فيروس كورونا. حيث أوصى المؤتمر(الأردني  الدولي) في نهاية العام الماضي إيقاف عمليات زراعة الكلى في العالم لحين انتهاء الجائحة .وقد يكون أحد التفسيرات لهذا الإنخفاض هو القلق من أن متلقي الزرع أكثر عرضة للإصابة ، فيما جاء مصدر قلق آخر يعود الى عدم كوادرطبية وتمريضية أو المعدات في المستشفيات لرعاية المرضى بعد عمليات .الزراعة.

* كيف كانت تسير عملية زراعة الكلى  قبل جائحة كورونا؟

قبل جائحة كورونا ، بلغ  عدد عمليات زراعة الكلية في الأردن تقريباً (200) حالة سنوياً، موزعة ما بين المستشفيات الحكومية (الأمير والبشير) والخاصة ومستشفيات الخدمات الطبية الملكية والمستشفيات الجامعية الحكومية مثل (جامعة العلوم والتكنولوجيا والجامعة الأردنية)، وهنا لا بد أن نذكر بأن زراعة الكلى بدأت في مستشفى الأمير حمزة العام  2009، وحتى الآن تم زراعة أكثر من (330) حالة، وكانت نسبة النجاح ضمن النسب العالمية. علماً أن هناك بعض المرضى قد تحدث لديهم مضاعفات تؤدي إلى فشل كلوي، وهذه المضاعفات بسبب انخفاض ضغط الدم عند المريض وظروف أخرى تتعلق برفض جسم المريض العضو الجديد  .

* كيف يتأثر مرضى الفشل الكلوي مقارنه مع غيرهم من المرضى ،وهل حدث حالات وفاة بينهم؟

مرضى غسيل الكلى يعتبرون من أصحاب المناعة المنخفضة، وتكون فرصة إصابتهم بالمرض أكثر من غيرهم.لذلك تم منحهم أولويه في لقاح كورونا لتحصينهم ضد الفيروس، كما تابعت وزارة الصحة منذ بداية الجائحة حتى الان إجراءات ضبط العدوى في هذه المستشفيات. 

لاحظنا أن مرضى غسيل الكلى الذين أصيبوا بفيروس كورونا كانت نسبة الوفيات بينهم  ضمن النسبة العادية.

* ما هي المعوقات التي تواجه زراعة الكلى في الأردن وبخاصة أن ظاهرة التبرع بالاعضاء ماتزال خجولة ؟

  يكون النقل من مريض متوفي دماغياً أو متوفي حديثاً خلال دقائق، والموافقات الخطية من ذوي المتوفي  .وما يزال التبرغ من المتوفين دماغيا متواضعا، بالمقابل هناك أنظمة في أوروبا تعتبر أن كل مواطن في بلدها يعتبرمتبرعا. ولكن في الأردن  يمكن أن يكون سبب تراجع في اعداد المتبرعين عدم قدرتنا للوصول لهؤلاء الناس وإقناعهم بأن التبرع في الأعضاء هو إنقاذ لحياة الآخرين ومنحهم الأمل.

ومن المشاكل التي تواجهنا كأطباء أن البعض يعتبرون أن التبرع قد حرّم في الدين الاسلامي رغم أن دائرة الإفتاء الأردني اعتبرته صدقة جارية ،أما البعض الآخر من المواطنين يرفض التبرع لأسباب تجميلية لأنه قد يحدث جرح في جسم المتبرع ويشوه معالم جسده .

*  في ظل تراجع التبرع بالاعضاء في الأردن، كيف يمكن أن نشجع الناس على اتخاذ هذه الخطوة الإنسانية؟

-في وزارة الصحة يوجد مديرية اسمها “مديرية زراعة الاعضاء” لها برامج تشجيعية تشرح للناس أهمية التبرع ، ومن خلال هذه المديرية أيضاً مخاطبة رجال الدين من أئمة المساجد والكنائس حتى يرفعوا من مستوى ثقافة الناس بمفوم التبرع بالأعضاء لأن الوازع الديني مهم جداً بهذا الموضوع. كما تم توجه الى  الباحثين الاجتماعيين في المستشفيات للتحدث مع أهل المريض المتوفي دماغياً بأهمية التبرع.

وبإمكان أي مواطن أردني التبرع بأعضائه من خلال تعبئة استمارة في المركز الأردني للتبرع بالإعضاء، وبحسب القوانين يمكن للأحياء التبرع بإحدى الكليتين، أما المتوفون فيمكن لذويهم التبرع بالقرنيتين والكليتين والكبد والبنكرياس والقلب والرئتين.

ولا بد أن نعترف  بوجود مشكلة في التبرع وخاصة من المرضى المتوفيين دماغياً أو المرضى الذين يتوفون في حوادث السير، ان ثقافة التبرع بالأعضاء في مجتمعنا الأردني ما زالت “محدودة” و بحاجة إلى مزيد من التوعية والتثقيف لتشجيع الأسر لإنقاذ حياة مرضاهم، كما إن عدم التطابق بالأنسجة بين المتبرع والمصاب، إحدى العقبات التي تقف حائلا أمام الاختصاصيين لاتخاذ قرار الزراعة الخارج ، ومن هنا لا بد أن يكون للإعلام مهمة ومسؤولية اجتماعية للترويج لفكرة التبرع بالاعضاء .

* إلى أين وصل برنامج تبادل زراعة الكلى بين العائلات الأردنية ؟ وما التحديات التي تواجه هذا البرنامج؟

هذا البرنامج يتطلب تعديل في قانوني، ونسعى أن يكون هذا البرنامج موجود فعلياً، ولدينا النية لتعديل النظام، فنظام زراعة الأعضاء وُضع في سنة (2012-2013)، والآن أصبح له ثماني سنوات.

نسعى مثلاً، أن نتمكن من إجراء عمليات زراعة كلى في حال كانت زمرة الدم غير مطابقة لأن العلم قد تطوروبالإمكان إعطاء أدوية تمنع الرفض حتى لو كانت زمرة الدم غير مطابقة.ولا بد من التذكيربأن

  أول عملية لزراعة الأعضاء في الأردن أجريت في عام 1972، حيث تمّت زراعة كلية من متوفٍ، وبعدها بخمس سنوات أجريت أول عملية لزراعة القلب ثم الرئتين لتتوالى بعدها عمليات زراعة الأعضاء..

* هل يواجه مرضى زراعة الكلى في الأردن  مشاكل في نقص الأدوية ؟

لا، يتوفر لدى وزارة الصحة جميع الأدوية، وهذه الأدوية واللوازم الطبية يتم توفيرها من خلال عطاءات خاصة لشرائها. ويتم قبل إحالة العطاء دراسة الكميات اللازمة للمرضى بحيث لا يحصل أي نقص في هذه الأدوية.

في خلال الجائحة أثبتت وزارة الصحة ومن خلال المخزون الاستراتيجي من الأدوية والمستلزمات الطبية عدم وجود أي نقص بهذه الأدوية والمستلزمات. 

ننصح المرضى بالالتزام بمواعيد مراجعة الطبيب، وإجراء الفحوصات الدورية، والالتزام بالأدوية الموصوفة لهم، وعدم تناول أي دواء دون استشارة الطبيب .

ما هي آلية التبرع وهل يترتب أي تكلفة مالية على المريض او المتبرع في مستشفيات القطاع العام؟

إن عملية زراعة الكلى في مستشفيات القطاع الحكومي مجانا شاملة الفحوص المخبرية بما فيها تطابق في الانسجة بين الطرفين (المريض والمتبرع) بالإضافة الى متابعة صحتهما ما بعد اجراء عملية زراعة الكلية. والاعفاء الطبي للمريض والمتبرع  يتم  من خلال إدارة التأمين الصحي والتي تقوم بإصدار كتاب رسمي لمتابعة عملية الزراعة .

باشراف: د.حنان الكسواني

Related posts

طه درويش : اللغة العربيّة في خطر!!

Admin User

صحة العيون ومستقبلها في مرمى الحياة الإلكترونية

Admin User

المخرج الأردني ثلجي يؤكد أن الشباب الأردني “مستثنى” من البرامج الإعلامية الهادفة

Admin User

اترك تعليقا

WP2Social Auto Publish Powered By : XYZScripts.com