منبر الجامعه- د.حنان الكسواني-كلية الاعلام
بمجرد أن تستمع بصمت الى كلمات عالم الفضاء المصري فاروق البازبلهجته “الصعيدية” تتسلل -هذه الكلمات- الى فؤادك وعقلك معا ، لتشعل بداخلك مزيجا من القوة والتحدي والصبر لتصنع بهذه التوليفة المتكاملة”المعجزات العلمية “.
من واقع تجربته التي امتدت إلى أكثرمن خمسين عاما متنقلا بين عالم الأرض والفضاء، حط البازأمس على مدار جامعة البترا حتى يوجه رسالة تشجيعية لطلابها لعلها تنيرطريقهم نحو العلم والمعرفة والبحث العلمي،معتبرا ذلك ” مفتاح حضارة الشعوب”.
لم يتردد الثمانيني البازالذي أصبح أحد أيقونات وكالة الفضاء الأمريكية “ناسا” ، بان يهنئ عبر -شبكة الانترنت من مكان اقامته في أمريكا – جامعة البترا على اطلاق “منبر البترا” بحلته الجديدة التابع الى كلية الاعلام والصحافة الرقمي بقولة” سعيد جدا جدا بهذا المنبر الجديد،فهو حلقة تواصل مع الاخرين “
“استمروا دائما بجمع العلم والمعرفة،حتى يتشرف العالم بكم مستقبلا” بهذه الكلمات الصادقة لفت الباز أنظار طلاب الجامعة إلى تذليل التحديات لرسم مستقبل مشرق لهم للنهوض في بلدهم الأردن.
وبشأن التعليم الجامعي، للباز فلسفة خاصة بقوله إن “مرحلة من التعليم تحتاج الى من يعلمك. لكن بعد الشهادة الجامعية، عليك أن تعلم نفسك”.
يراهن عالم الفضاء والجيولوجيا االباز دوما في حديثة على أهمية الاستثمار بالطاقات الشبابية، والتي يعتبرها مفتاح الارتقاء الحضاري بالشعوب العربية، ومن لم يتمكن من الشباب ان يلاقي دعما في بلده عليه “أن لا يستسلم، ولا يقف عن جمع العلم والمعرفة والإنتاج المعرفي حتى يجد الفرصة المناسبة لتحقيق أحلامه”.
وحول الحديث عن مقومات البحث العلمي، يرى الباز أن أغلب الدول العربية ترى البحث العلمي “ترفا”، لكنه متفائل في نجاعة مبادرات عربية، وخير مثال على ذلك، المشروع الاماراتي “مسبار الأمل”، وهو أول مسبار عربي لاستكشاف عالم الفضاء الذي انطلق إلى كوكب المريخ في 20 يوليو (تموز) عام 2019 في أول رحلة تاريخية عربية من نوعها على متن الصاروخ “إتش 2 إيه” من مركز تانيغاشيما الفضائي في اليابان من أهم التجارب التي شارك فيها الباز.
واستذكر البازر أنه بين عامي 1967 و1970، قام باختيار 16 منطقة مميزة على القمر لهبوط رواد الفضاء عليها، بغرض الحصول على أكبر مكسب علمي عن التكوين الجيولوجي للقمر ومعرفة تاريخ تكوينه وعلاقة تكوين قمر بتكوين الأرض.
وما بين رحلة القمر الى كوكب المريخ، يعتقد الباز أن “غزو كوكب المريخ الأحمر، الذي سمى أحد معالمه بالقاهرة لكشف أسراره، تتشابه تضاريسه مع الأرض”، قائلا “إن بيئة القمر مرعبة لكن بيئة المريخ مريحة”.
وسط السباق المارثوني العالمي “الفضائي”، لم يتمكن العالم العربي الباز من وصف سعادته عندما اطلق الاتحاد العالمي للفلك، والتابع لهيئة الأمم المتحدة، اسم “الباز” على كويكب بالفضاء تم اكتشافه نتيجة لدوره مع وكالة الفضاء الأميركية، بداية بمشروع “أبولو11” .