منبر البترا/ منى حميدة – يصف أحد بائعي البسطات في جبل النصر تلك اللحظات المضنية التي يعيشها أثناء سعيه في البحث عن قوته اليومي فيقول : “عملي هو البحث عن رزق في حقل أشواك”، ويضيف : إن لكلمة “إجت الأمانة” أو “إشارات الإنذار المبكر” أو “الأمانة .. الأمانة”، وقع الصاعقة على بائعي البسطات الذين يفرّون بلمح البصر من “كبسة مفاجئة” لا يعرفون لها موعداً محدداً .
وتشهده مناطق عدة بالعاصمة عمان مَشاهد حقيقية يفرُّ فيها بائع البسطة بنفسه ثم يعود مدافعاً عن مصادرة رزقه، وهذا الحال هو بفعل حملات تنفذها أمانة عمان الكبرى كل حين لإزالة البسطات العشوائية في مناطق مختلفة ضمن حدود الأمانة، خصوصاً تلك التي يعاني الناس فيها من الدخل المحدود والذين بفعل هذه الحملات يفقدون مصدر رزقهم الوحيد في وقتٍ تعاني فيه الدولة الأردنية من ارتفاع كبير في نسب البطالة .
وبسبب عدم توفر الوظائف يلجأ العديد من الأردنيين إلى العمل في التجارة العشوائية هرباً من الفقر المتفاقم في العديد من مناطق المملكة، خاصة وأن العديد منهم يعيلون عائلاتهم تعتاش من مردود هذه البسطات التي ورغم دخلها المحدود إلا أن الملاحقات اليومية من قبل دائرة ضبط البيع العشوائي في الأمانة تسبب الضرر فيها وتقطع رزق أصحابها الذين يفقدون بضاعتهم ويدفعون الغرامات المالية أو يتنازلون مرغمين عن البضائع المصادرة.
نائب مدير المدينة للمناطق والبيئة المهندس حسام النجداوي، قال إن أمانة عمان تطبق الأنظمة والقوانين النافذة ذات العلاقة في تعاملها مع البسطات العشوائية غير المرخصة وإزالتها، مشيراً إلى أن هذه البسطات العشوائية تسبب إعاقة لحركة المشاة على الأرصفة وحركة السيارات على الطرقات، وتشكل خطراً على السلامة العامة للمواطنين.
واضاف النجداوي إلى أن حملات الإزالة هي أيضاً مطلب للتجار والمواطنين وهي مستمرة، وتهدف إلى الحفاظ على الصحة العامة، إذ إن كثيرا من هذه البسطات العشوائية وغير المرخصة تبيع مواد غذائية تخلو من الاشتراطات الصحية، مما يشكل مخاطر صحية خاصة في أشهر الصيف .
وقال لـ منبر البترا صاحب بسطة سعد صلاح ” إن الأمانة تأتي كل فترة وتزيل كل البسطات على الأرصفة، علماً أنها لا تسبب أي ضرر للمواطنين في الطرقات، وهي مصدر رزق لنا خصوصا في زمن كورونا والأوبئة والوضع الإقتصادي الصعب.
وقال صلاح “أنه لا يوجد تعاون من قبل الأمانة لأصحاب البسطات الذين يدفعون غرامات مالية لشراء البضاعة وكلها تذهب سداً، وإننا نطلب بإعادة النظر في التعامل مع موضوع البسطات وعدم إتلاف خيرات الله أو أن يتم تعويض المواطنين بمبلغ يساعدهم في معيشتهم في ظل الوضع الاقتصادي الصعب وتفاقم معدلات البطالة” .
إشراف د. زياد الشخانبة
المنشور السابق
المنشور التالي