منبر البترا – تالا أبودقة/ وفاء النجار/ ليان بحيص
بكلّ بهاء الاحتفال وصدق الانتماء، احتفلت جامعة البترا بعيد استقلال المملكة الأردنية الهاشميّة التّاسع والسبعين، في فعاليّة وطنية نظمتها عمادة شؤون الطلبة، جمعت بين وقار المناسبة، وتنوّع المجتمع الجامعي، وعُمق المعنى الذي يحمله هذا اليوم في وجدان الأردنيين.
وشارك في الحفل عدد من كبار الشخصيات الوطنية والدبلوماسية، من بينهم المستشار الأعلى للجامعة ومجلس أمنائها دولة الأستاذ الدكتور عدنان بدران، والعين فاضل الحمود، وسفير جمهورية العراق عمر البرزنجي، إلى جانب مستشارين وملحقين ثقافيين عرب، ومندوبين من مؤسسات حكومية، وعمداء الكليات، وأعضاء الهيئتين التدريسية والإدارية.
الاستقلال مسؤولية تبدأ من التعليم
وأكد رئيس الجامعة، الأستاذ الدكتور رامي عبد الرحيم، في كلمته، أنّ الاستقلال ليس لحظة تاريخية فقط، بل هو مسؤولية متجددة تتطلب العمل الدؤوب لبناء مستقبل الوطن، قائلًا:
“الاستقلال هو الشّرارة الأولى لمسيرة بناء الدولة، وها هو الأردن، وقد دخل مئويته الثانية، يواصل طريقه بثقة ونهضة، مستندًا إلى إرثه، ومواقفه، ومبادئه الراسخة.”
وأشار عبد الرحيم إلى أنّ الجامعات الأردنية، وفي مقدمتها جامعة البترا، تواصل دورها في دعم مسيرة الوطن من خلال إنتاج المعرفة، وتخريج الكفاءات، والمشاركة الفاعلة في قضايا الأمة، وعلى رأسها القضية الفلسطينية، مؤكداً الولاء والانتماء للقيادة الهاشميّة وعلى رأسها جلالة الملك عبدالله الثاني ابن الحسين المعظم.
صوت الطلبة… صدى الوطن
من جهته، قال عميد شؤون الطلبة، الأستاذ الدكتور إياد الملاح، إنّ عيد الاستقلال مناسبة وطنية تتجدّد فيها العهود، ويُجدّد فيها الأردنيون تمسّكهم بثوابتهم الوطنيّة، مبينًا أنّ الأردن سيبقى منارة للعلم والأمن، وبيئة حاضنة للإبداع والإنجاز.
وأضاف الملاح أنّ القضايا العربية والإسلامية، وفي مقدمتها القضية الفلسطينية، تبقى راسخة في وجدان الأردنيين، مشيدًا بمتانة الروابط بين الشعبين الأردني والفلسطيني، وموجهًا تحيّة تقدير للقوّات المسلّحة الأردنيّة والأجهزة الأمنيّة.
كلمات من القلب…
وفي كلمة ألقاها العين فاضل الحمود، قال إنّ الاستقلال هو المعنى الأسمى للسيادة والكرامة، وهو مناسبة لتجديد العهد والوفاء لتضحيات الآباء والأجداد، مُشدّدًا على أهميّة ترسيخ معاني الانتماء الوطني لدى الأجيال الجديدة، واستحضار تضحيات الشهداء ونشامى الجيش الذين حرسوا هذا الوطن.
وأكّد ممثّل مبادرة “ابشر سيدنا”، أمجد الجريري، أنّ الاستقلال يمثل نقطة التحوّل الكبرى في تاريخ الأردن الحديث، حيث تأسّست الدولة على قيم المواطنة والكرامة والعدالة، وواصل الأردنيّون البناء بتضحيات الأجداد وجهود الأبناء.
صورة وطنيّة…
وعقب الكلمات، افتتح رئيس الجامعة والحضور معرض صور الاستقلال، الذي نظّمته مديريّة الإعلام العسكري، على المسطح الأخضر وسط الجامعة، وضمّ مجموعة من الصور النادرة التي وثقت محطات مفصلية في تاريخ الدولة الأردنيّة، من التّأسيس حتى اليوم.
كما شهدت ساحات الجامعة أجواءً ثقافية مميزة من خلال أجنحة تفاعلية نظمتها الجاليات الطلابيّة في الجامعة، بمشاركة طلاب من اليمن، والسودان، والسعودية، وسوريا، والعراق، وفلسطين، ومصر.
وقدمت الأجنحة باقات من التراث الحيّ لكل بلد، تضمّنت أزياء تقليدية، ومأكولات شعبيّة، ومشغولات يدويّة، وقطعًا تراثيّة تُعبّر عن الهويّة الثقافيّة لتلك الشّعوب.
وشارك طلبة الجامعة في فقرات موسيقية فلكلورية على المسرح وفي المسطح الأخضر، تنوّعت بين الغناء الشعبي، والدبكة، والعروض الفنّية التي مثّلت تراث مختلف الجاليات، إضافة إلى عرض لفنون الكاراتيه قدّمه طلاب الجامعة.
جامعة البترا لم تحتفل فقط بعيد الاستقلال… بل جدّدت من خلال طلابها وعلمها وانفتاحها عهدها لوطنها، وأكّدت أنّ مستقبل الأردن يُصنع في قاعات الدّرس، وفي الميادين، وفي القلوب المؤمنة بأنّ الوطن يستحق دائمًا الأفضل







