لقد أصبح العنف الجامعي ظاهرة خطيرة في أردننا الغالي في الاَونه الأخيرة، سيما وأن هذه الظاهرة مرتبطة ارتباطاً كلياً بمنارات العلم حيث يتوجب عليها أن تنشر الوعي والثقافة الكاملة، وكل ذلك يعكس أهمية أن يكون الجميع في موقع المسؤولية للحد من اَفة العنف الجامعي والبحث عن كل السبل والطرق التي تشتت أذهان الطلبه عن ارتكاب مثل هذه الأمور وخصوصاً داخل أسوار الجامعات، فالعنف الجامعي قضية مجتمعية في غاية الأهمية، خصوصاً إذا تحدثنا عن أهم فئة في مجتمعنا الأردني ألا وهي فئة الشباب، فهؤلاء هم الركائز الأساسية في بناء وتطوير المجتمع الأردني في شتى المحاور والمجالات، ومن هنا يجب على جميع الهيئات والقطاعات المعنيه وغير المعنية الخاصة منها والعامة التكاتف وبشكل مباشر لتعميم الوعي ونشر الثقافة الإنسانية النابذة للعنف بين طلبة الجامعات، من خلال عقد الندوات والمؤتمرات وتفعيل الأنشطة الشبابية بأنوعها خلف أسوار الجامعات وكليات المجتمع، لسد تلك الفجوة التي أصبحت تتوسع في جامعاتنا الأردنية وبشكل كبير وواضح للارتقاء بمستوى كاف من الحياة التعليمية الاجتماعية في بلدنا الأردن، ومن واقع اطلاعي على قضية العنف الجامعي أجد أنه من المفترض على وزارتنا المعنية بالتعليم استحداث مقرر جامعي إجباري يختص بالتربية المدنية، حيث يستطيع الطالب من خلال هذا المقرر التعايش والتعامل مع مجتمعه بشتى الحالات والأوجه؛ لأنه إن بقيت مسلكيات طلابنا على هذه الحاله فهي ستؤثر سلباً وبشكل كبير على مخرجات التعليم في الأردن، وهذا يضر بالدرجة الأولى الحياة الاجتماعية والاقتصادية، وهناك العديد من العوامل الأساسية والتي تلعب دوراً هاماً في صقل وبناء الثقافة عند الشباب ومن أهمها العامل الديني والأخلاقي فمن خلال تلك العوامل ترتقي الشعوب والحضارات إلى سبل العيش الكريم، فقلة الوعي الديني عند الأغلبية يشتت الأنظار عن التعامل الصحيح والحليم مع أي قضية من قضايا المجتمع المدني فالدين ينظم ويرتب كل المواضيع والقضايا من خلال الفهم الرشيد لها ويقدم لنا المداد الأخلاقي اللازم، فما يعرف “بالفزعة” التي نراها اليوم وكل ما يتصل بها من أمور تتنافر وبشكل كلي مع أي عادات وتقاليد، فتاريخ الأمه العربية قائم على العدل والمساواة ونصر المظلوم وتقديم الحكمة والموعظة الحسنة للظالم؛ لذا يجب على كل المعنيين أن يُنزلوا أشد العقوبات على كل من يقوم بزعزعة تلك الثقافات التي تعاقبت على مر السنين لكي يكون عبرة لغيرة وكي تعود السمعة العطره لجامعتنا الأردنية وتصبح منارات العلم مصدراً للسلام والديمقراطية كما كانت دائماً.
بقلم: علي بركات