منبر البترا-
يتضمن ديوان الشاعر السوري محمد علاء الدين عبد المولى (بالذي هو أخضر) والصادر مؤخراً عن دار نون للنشر الإماراتية، قصائد تعود للفترة بين 2004 – 2009.
ومع أن القصائد هي امتداد للتجربة في قصيدة الحداثة ذات الإيقاع (التفعيلة) إلا أن عبد المولى قد ضمّن الديوان عدداً من النصوص المكتوبة وفق إيقاع القصيدة العربية الكلاسيكية. وهي إضافةٌ منه -كما يقول- في تقديم نموذج لهذه القصيدة لا تمتّ بصلةٍ للنموذج الشعري العربي المعروف إلا من حيث الوزن الخارجي، فيما هو يعمل على كتابة النموذج المختلف من حيث اللغة والتشكيل الصوري والرؤيا، بل وحتى بناء الجملة العربية داخل البيت.
وضمن هذه الرؤية التي يتحدث عنها الشاعر عبد المولى فقد سبق له أيضاً أن طرح أكثر من مرة في دراساته فكرة أن القصيدة الخليلية الوزن يمكن دائما استثمار شكلها الخارجي في توليد تجربة حديثة لا تختلف عن تجربة أي كتابة حديثة.ويرى أن جماليات هذه القصيدة تنتظر دائماً من يجدد فيها ويطورها.
وإذا كان عدد هذه القصائد غير قليل في الديوان الجديد، إلا أنها تميزت بأنها طويلةٌ، وتنشغل بشؤون ليست من طبيعة القصيدة القديمة. لذلك لن نرى كثير تفاوت في العلاقة مع اللغة الشعرية والصورة والرؤيا بين هذه التجربة وتجربة القصيدة الحديثة لديه.
يذكر أن الشاعر عبد المولى يقيم الآن في المكسيك بدعوة من مؤسسة ثقافية مكسيكية لمدة ثلاث سنوات أصدر خلالها ثلاثة أعمالاً شعرية مترجمة للغة الإسبانية، ويعتبر هذا الديوان الرابع عشر للشاعر الذي سبق وأصدر إضافة لأعماله الشعرية عددا من الكتب النقدية.
(الدستور)