منبر البترا
كتابات واعدة

عشرة أعوام دون يأس

منبر البترا-بقلم:هبة حسين

حنان جابر كَغَيرِها مِن النِساء كَان حُلمُها ” الإنجاب ”

إنجاب طِفل يُشبِه زَوجُها يَحمِل أسمُه و يَبِرُ بِهما و طِفلةَ تُشبِهُها تَفتَخِرُ بِها

دَخَلَت قَفَصَ الزوجية في السادسة عشر مِن عُمرِها …

رُبَما هي ما زالت طِفلة كَما كانت تقول ” لكِن هذا لا يَمنَعُها أن تَنتَظِر طِفلَة  ” .

فالأمومةُ حُلم كُل فتاة مُنذُ الصِغَر 

كما أنها الهَدف الرئيسي لكلِ امرأة أن

تُصبِحَ أٌماً تٌحِب , تَعطُف فـ تحَب

و يُبَرُ بِها ,, أن تَلهو مع اطفالِها في صِغَرِهِم

و يَلعبُ حَولها احفادِها في كًبَرِها

بدأت قِصَتُها مِن هُنا , ابتدأ الانتِظار

فقد وصل قطار الشَوق , و اللهفة لِلأمُومة و الحنان

(حنان) لم تَكُن صَبورةً و مُؤمِنة فقط

رُغم جَميع المُعَوِقات التي تُحيطَ بِها من مجتمع لا يتقن الصبر أو اتاحة فرص لا يد تتحكم بها

قوم يفتقر للأيمان المرتبط بمشية اللله و القدر الا انها كانت تَمتَلِك الأمل الدائم أنه لا بد للحلم كأنعكاس المراة واقع …

بَدأ الانِتِظار يَطول و الوقتُ يَمضي

كساعةٍ رمليةٍ نترقبُ فِيها ساعةَ الإنتِهاء

كثيرٌ مِن الأملِ التائهُ بَينَ تَسَاؤلات الحاضِر و المستَقَبل

متى سيأتي ذلِك اليَوم المُنتَظر !!

مَضى العامُ الأول الذي تَبِعَهُ الثاني و الثالِث …

كعقدِ اللؤلؤِ المُتنَاثِر عامٌ تَبِعَهُ عام ,

ذهَبتَ للِعَديدِ مِن الأطِباء الذينَ اتفقوا على اجابةٍ واحِده

ليسَ هُناك عَائِقً بيولوجي , ” الله كريم ” .. ” عليك بالصبر و الدعاء ” .

كَما كَثُرَةِ النصائِحُ و الحلول المتوقعه التي حَلت عليها مِن المُحِيطين بِها

أطِبَاء و غَير أطِباء … التي كان أحدُها

أن تَنفَصِل (حنان) عَن زَوجِها لِفترةٍ و مِن ثُمَ تَعود لِتُرزَق بالأطفالِ

لَكِنَ (حنان و زوجها ) رفضا الفكرةَ تماماً مؤمنا أن اللهَ سَيُرزِقهُما  معاً .

و إذا بالعامِ التاسعِ يَمضى

(حنان) لَم تُنجِب ,, و الأمل لَم يَنَفذ بَعد

لَكِنَ اليأسَ بَدأ يَقتَرِب و كأن ذاك القطار أوشك على وصل الى نهاية المطاف فارغ بلا أحد

ما السَبب و لِماذا ؟! … اسئِلةٌ لَم تُفَارِق خَيَالَهُما

و ها قَد مَضى العامُ العَاشِر عَلى زَوَاجهُما

و إذا بِالحادي عَشرَ يُقبِل

هل سيَمضى هَذا العام كَغَيرِهِ مِن الأعوامِ الماضيةِ

أم سَتُشرِق الشمسَ فِي بَيتَهُما مِن جَديد

كثرت التساؤلات و نالت الشائعات نصيبها كذلك

شمعة أوشكت على الانتهاء و صوت يطارد خيالها يردد بقسوة يغتال صمت يأسها

” عقيمة … عقيمة … ” , ” يحق لك أن تتزوج الثانية ” , ” الشرع حلل اربعة ” .

و اذا بنٌورٌ يَأتي مِن بَعيد لا يشبه ضوء الشمعة بل اجمل من ذلك , نور أشرقَ فِي عينا هذان الزوجان .

ابتدا في هذا العام الذي لم يُشبه اي عام مَضى ..

نورُ تَحَقُق الحِلمُ المُنتَظر

ساعةٌ تُقلَبُ مِن جَديد لَكِنَها لا تُشبِه تِلك الساعة

ساعةُ تَرَقُب بِسعادةِ لِقاءٍ قَرِيب

بدأ العدُ فِيها عِندما تَلقى (زوج حنان) خبرَ

حَملُها نَتيجةُ تَحاليلُها الاخيرة ذَلِكَ الخَبر

الذي لَم يَكُن سعادةِ (حنان) وَحدها

بل عائِلَتُها بِأكَملُه …

ها قَد حانَ وَقت التَعرُف على طِفليهما

من فرحةٍ الى فرحة ,

خبر زادَ سَعادتِهما (حنان) لن تُرزَق بِطفلٍ واحد

بل توأمين كَما كَانت تَحلُم ..

مضت 7 أشهُر كالحُلمِ و الشوقِ بإزدياد

رُغمَ أنها مَملؤه بِالألم و التعب اللذان اجبراها

على المكوثِ في الفراشِ 7 اشهُر حيث أن الحركة  كانت مِن المُمكِن أن تفقدِها أملها .. !

لم تُكمِل (حنان) الـ 8 اشهُر  , قَررَ الاطِباء أن تَلِد خَوفاً على صِحتِها  ..

هاهي اللحظة المُنتَظَره التي غَيَرَت حَياتِهما و أضافة لَهُما السَعَادة

قررا أن يسميا الطِفل ” مهدي ” و الطِفلة ” هبه ” …

اللذان بلغا مِن العمرِ 19 عام في 14 مِن يناير لعام 2014 نسأل الله أن يَحفَظهُما و يِطيل بِعمرِ والداهما

فكم جميلةٌ هِي نتائج الإيمان بِالله والتَحلي بِالصبر و الأمل …

كان أشبه أمتحان لهما أجتازوه بعد صبر و ايمان

كما تعلما أنه يجب أن لا ننسى ابداً الثقة بِالله و بِرحمَتِه و وجوده الدائِم معنا ,

فلولا الله ثم ثقة (حنان و زوجها) بِه ,

صبرَهُما وعدم استجابتهما للحلولِ التي كانت تُشير إلى انفصالهما ,

لما انجبا هذين الطفلين و فخرا بِهُما …

لذا عزيزي المؤمن : لا تستمع لِمَنً حَولِك قبل أن تَستَخِر الله

و تَستَمِع لقُرأنِه و ايأته التي تُوَجِهك للطريقِ الصحيح دائماً

Related posts

كيف نرتقي بمؤسساتنا الإعلامية؟

دامت البترا صَرحاً منيعاً

زي كل مرة وبكل أدب

اترك تعليقا

WP2Social Auto Publish Powered By : XYZScripts.com