منبر البترا-
“السلطة الرابعة”، هكذا نعرف الإعلام في أي دولة. فهو يعمل عمل المراقب الأكبر لجميع ما يدور تحت مظلة البلد الواحد، و لا يكتفي بذلك فقط بل يشارك المعنيين بتلك المعلومات التي هي من حق كل مواطن ومقيم.
والإعلام أيضاً يجمعنا تحت سقف واحد و يجعل أهدافنا موحدة نسبيا لنقله كل ما يهم الجنس البشري. ما ذكرته آنفا هو الإعلام المثالي الذي نطمح جميعا للوصول إليه. فيا ترى هل مؤسساتنا الإعلامية في ازدهار؟ و متى نستطيع اعتبارها مزدهرة أصلا؟
إعلامنا يرتقي بارتقاء وتبرعم الديموقراطية و بانتشاء عبقها في أي دولة. فالحكومة هي أول عامل مساعد في نمو أو اضمحلال الإعلام. والديموقراطية لا تتمثل في حرية التفكير أو الرأي، فكلاهما أمران بديهيان خلقنا بهما. أما الحرية الحقيقة فتكمن في حرية التعبير عن الرأي و التفكير.
فنجد في تلك الدولة المثالية قوانين تنص على وجود تلك الحريات وتوافرها لكل مواطن. وبالطبع الأمر أشبه بالسلسلة فحتى نصل لمثل هذا الأمر، نعود للأساس و هو اختيار من يرأسون السلطات الثلاث بانتخابات عادلة و نزيهة.
و القوانين وحدها لا تكفي، إذ أن نصف الكأس المتبقي هو التطبيق العملي و الفعلي لتلك القوانين ، مما يعني وجود لوائح عقابية للجهات والأشخاص المنتهكين لهذا الحق من أي إنسان.
تزدهر مؤسساتنا الإعلامية، عندما يتوفر شعب منتمي ومحب للمنتجات الإعلامية وواعٍ لمدى أهميتها على الصعيد الفردي والوطني و الإقليمي و العالمي.
فالإنسان عندما يخلق بطبعه يتدرج في حاجاته و في إشباعه لتلك الحاجات. فالمعدومين مادياً من البشر كيف برأيكم ستتسنى لهم فرصة التفكير في الإعلام و توابعه إذا كان كل ما يشغل تفكيره هو لقمة خبز تقيه من الموت.
ننمو و نرتقي عندما نرفع راية الصدق لا الترويج لفلان و علان في إعلامنا، عندما تستقر وتستقل بلادنا العربية من التدخلات الخارجية المبررة و غير المبررة.
و عندما يكون المواطن لدينا بمحاذاة المواطن في تلك البلاد ذات التدخلات، عندما نسعى خلف العلم و التعلم بأشكاله وعندما نتيح لأنفسنا الفرصة للإبداع و الابتكار عوضا عن هروبنا للخارج بحثاً عن العلم أو الوظيفة و الإبداع و الحياة. عندما نتشبث بأوطاننا و لا نتزحزح رضوخاً لأي ضغوطات أو احتياجات و عندما ندرك أهمية التكافل المجتمعي و أهمية حبنا لأوطاننا.
خولة الحموري