منبر البترا-معهد الإعلام الأردني
أيار 2016
نظم معهد الإعلام الأردني جلسة نقاشية موسعة حول آليات ادخال التربية الإعلامية في النظام التعليمي الأردني شارك فيها مجموعة من الخبراء والاكاديميين والإعلاميين، وذلك ضمن مشروع التربية الإعلامية والمعلوماتية الذي ينفذه المعهد بالشراكة مع اليونسكو وبتمويل من الاتحاد الاوروبي. وقد ابدى المشاركون تأييدهم ودعمهم للمشروع الذي يهدف الى المساهمة في بناء قدرات وطنية في مؤسسات التعليم الأردنية قادرة على نقل المعارف والمهارات الاساسية في التربية الإعلامية والمعلوماتية للأجيال الجديدة، ونشر الوعي والمعرفة لدى صناع القرار وقادة الرأي والمجتمع بهذا المجال.
وتحدث في بداية الجلسة عميد المعهد الدكتور باسم الطويسي الذي اوضح ان المشروع يقع في صلب أهداف المعهد في نشر المعرفة ودعم مهنة الصحافة والإعلام في الأردن وتوفير مهارات التعامل مع وسائل الإعلام ومصادر المعلومات لكافة فئات المجتمع. وأشار الى اهمية التربية الإعلامية والمعلوماتية في حماية المجتمع والاجيال الجديدة من التأثيرات السلبية لوسائل الإعلام وتحديدا في عصر الإعلام الرقمي والتدفق الهائل للمعلومات، حيث تزداد مخاطر التضليل والدعاية السياسية واستغلال المنابر الإعلامية لنشر التطرف والتضليل.
واوضح ان المعهد يسعى، على المدى البعيد، الى تنفيذ برامج في التربية الإعلامية والمعلوماتية موجهة لطلبة المدارس واخرى لطلبة الجامعات والشباب، كذلك للمرأة ولفئات من صناع القرار وللمجتمع بشكل عام، مبينا ان هذا المشروع يشمل العمل مع وزارة التربية والتعليم ومع جامعتي الحسين بن طلال في معان وآل البيت في المفرق.
من جانبها قالت مديرة مشروع دعم الإعلام في الأردن بليانا تاتومير من اليونسكو ان المنظمة تتشرف بتنفيذها هذا المشروع الممول من الإتحاد الاوروبي والذي يسعى الى تعزيز حرية واستقلال ومهنية الاعلام في الأردن، وان مشروع التربية الإعلامية والمعلوماتية من أهم مكوناته الرئيسة. وعبرت عن ثقتها بنجاح هذه الشراكة بين اليونسكو والمعهد في تنفيذ المشروع واستفادة جميع المعنيين. وأضافت ان التربية الإعلامية والمعلوماتية هي القاعدة لتعزيز الحصول على المعلومة والمعرفة وحرية التعبير والتعليم النوعي. كما يشمل الكفاءات اللازمة لتقييم وتحليل المواد الإعلامية والمعلومات الموجودة على كافة المنابر وانتاج المحتوى حتى يكون المجتمع قادر على المشاركة الفاعلة في التنمية.
اما ممثلة مفوضية الاتحاد الاوروبي بسمة النابلسي فقد اوضحت اهداف مشروع دعم الإعلام في الأردن الذي يسعى الى تطوير وتحسين بيئة الإعلام في الاردن، مؤكدة اعتزاز الاتحاد الاوروبي بهذه الشراكة مع وزارة الدولة لشؤون الاعلام، واليونسكو، ومعهد الاعلام الاردني اضافة الى العاملين في الاعلام وفي مؤسسات المجتمع المدني الأردنية.
وقدمت المستشارة في معهد الإعلام الأردني بيان التل عرضا تفصيليا يوضح اهمية الصورة والنص والفيديو في ايصال رسائل اعلامية مختلفة والتأثير على الأفراد والمؤسسات. ومن هنا انطلقت الى اهمية مشروع التربية الاعلامية والمعلوماتية في نشر الوعي وتمكين أفراد المجتمع من التعرف على وسائل الاعلام المختلفة واهدافها وملكيتها ومصادر تمويلها، ومنهجيات تقييم المحتوى والتفكير الناقد.
كما تحدث في الورشة النائب السابق جميل النمري مشددا على اهمية رفع الوعي النقدي لدى الشباب في الاردن، حتى لا يكونوا هدفا سهلا للجماعات الارهابية او الفكر المتطرف او حتى الافكار الهدامه. واقترح ان يتم ادخال التربية الإعلامية الى النظام التعليمي والمناهج كحصة صفية ما يتطلب ضرورة تدريب المعلمين للقيام بهذه المهمة.
فيما رأى الأكاديمي المعروف الدكتور فايز الخصاونة بأن التربية الاعلامية هي توعية، ويمكن تغطيتها من خلال النشاطات اللامنهجية وذلك لأن المناهج مثقلة بكثير من المحتوى. وأشار الى أهمية اعداد المادة من قبل اعلاميين متخصصين ويتم تدريب المعلمين عليها.
وزير الثقافة السابق الدكتور صبري الربيحات أكد أيضا على اهمية ادخال التربية الإعلامية للمناهح التعليمية؛ وقبل ذلك ضرورة اجراء دراسة على طبيعة المتلقي والفئات المستهدفة، وتحليل طبيعة المواد التي تتعرض لها هذه الفئة وكيف سيتم استقبال المعلومات من قبلهم.
اما وزير الإعلام السابق سميح المعايطة فذهب الى ضرورة حسم طريقة ادخال التربية الإعلامية، وان تكون ضمن المناهج ام ضمن الانشطة الطلابية حتى يتم الإتفاق على طريقة التنفيذ، مضيفا أن الأنشطة تكون فعاليتها اضعف.
واكدت مديرة المناهج في وزارة التربية والتعليم وفاء العبداللات على أهمية الموضوع، مبينة الحاجة الى الاطلاع على تجارب الدول الاخرى، والتعرف على طبيعة الانشطة المتبعة حتى لا تبدو مقحمه. واقترحت ان يتم وضع هذه المادة على شكل فصول او وحدات ضمن المواد الموجودة اصلا. كما أشار الناطق الإعلامي بإسم الوزارة وليد الجلاد الى ان هناك فرق بين الإعلام التربوي والتربية الإعلامية وهي وسيلة تمكين، مؤكدا استعداد الوزارة للتعاون في هذا المشروع.
مديرة مبادرة التعليم الأردنية نرمين النابلسي اكدت ان التربية الإعلامية تستجيب لمتطلبات مهارات القرن الحادي والعشرين ما يتطلب الانتقال لتعليم الطلبة على التفكير النقدي والتحليل واحكام العقل.
اما مدير اكاديمية الملكة رانيا لتدريب المعلمين هيف بنيان فأكد الحاجة الى تعليم وتدريب المعلمين لهذه المهمة معربا عن استعداد الاكاديمية للتعاون في هذا المجال مشيرا الى ملتقى مهارات المعلمين، والمتخصص بتزويد المعلمين بمهارات حياتيه قابلة للتطبيق في الغرف الصفية، ومن الممكن ان تكون التربية الاعلامية احد محاور هذا المتلقى في العام القادم.
مديرة المركز الوطني للثقافة والفنون لينا التل اشارت الى ان وزارة التربية والتعليم فتحت ابوابها للنشاطات اللامنهجية للطلبة، وهناك تطور ملحوظ من الوزارة في قبول هذه النشاطات، حيث ان المعلمين الاردنيين لديهم قدرات واستعداد للتدرب على التربية الإعلامية.