آلاء كبريته – تحت جناح السماء يجلس وحيدا، عيناه معلقتان بها، تسكنه ولربما يسكنها، “هنالك شيء مختلف” تمتم بينه وبين نفسه. بينما يجول ببصره في أقصى الغرب وجد غيمة رابضة هناك، رمادية كحياته، ضبابية كطريقه الذي لا يعرف كنهه.
لوهلة ظنها تحدثه مكث قليلا يمعن النظر فيها ثم هتف “لعل فيَّ ضربًا من الجنون كيف لها أن تحادثني” لم يتم جملته حتى هبت رياح خفيفة ساقت الغيمة إليه لتجعل لسانه ينطلق بما يكن قلبه، راح يحدثها عن قصته، حياته الضائعة، أحلامه المقيدة، قلبه ودقاته المزعجة والشجرة الذابلة فيه، عن بقايا روحه المهمشة.
أفرغ كل مافي نفسه وقلبه وعقله لها حتى شعر بالانهاك، أغمض عينيه شعر بالأمان يتسرب إلى داخله ينعش ما ذبل منه، فما كان من غيمته إلا أن بكت على حاله، بكاء من ماء الحياة، بكاء يسقي به شجرة قلبه.
دقائق كانت كفيله بتهدئة روعه وانتظام ضربات قلبه مع حبات المطر.
ثم همس لنفسه في غبطة “وجعلنا من الماء كل شيء حي”.
المنشور السابق