منبر البترا
مقابلات

د.حناتلة يشدد على أهمية رفع الوعي المجتمعي تجاه المتعايشين مع فيروس “الايدز”

 نبيه دبابنه  -منبر البترا

عمان -يواجه المتعايش مع الفايروس بفايروس نقص المناعة المكتسبة في الأردن العديد من التحديات في حياته اليومية ، منها أهمها حالات الفصل التعسفي في مكان العمل، ووصمة مجتمعية بسبب ربط اسباب اصابته بأسباب “مخلة بالاخلاق وممارة الجنس غير الامن .

ويعود ذلك، الى  ان بعض فئات المجتمع الأردني بحاجة الى توعية  بطرق انتقال الفيروس وكيفية التعامل مع الشخص المتعايش. ومن هنا جاء دور  مركز سواعد التغيير لدعم المصابين في الفايروس ومكنيهم من حقوقهم وبخاصة الاقتصادية والعلاجية.

. ومع التطور العلمي الذي نعيشه اليوم أصبح بإمكان المصاب التعايش مع الفايروس والسيطرة عليه في جسده ليصبح غير ناقل للفايروس وممارسة حياته بشكل طبيعي، ولكن هل يمارس المتعايش حياته بشكلٍ  طبيعي في الأردن، وهل الدواء هو الحل لجميع مشاكله ليحظى بعيش كريم؟ أسئلة عديده يوضحها الدكتور عبدالله الحناتلة المدير التنفيذي لمركز سواعد للتغيير لتمكين المجتمع في مقابلة خاصة مع منبر البترا.

  • ما هي الأهداف الأساسية لمركز سواعد في مكافحة فايروس نقص المناعة المكتسبة (HIV)؟

الأهداف الرئيسية لمركز سواعد التغيير في مكافحة الفايروس تنسجم مع الأهداف الاستراتيجية الوطنية للحد من انتشار ال HIV والتي يكمن هدفها في الحد من نسبة انتشار الفايروس في المجتمع الأردني وخلق بيئة داعمة ومتمكنة للأفراد المتعايشين مع الفايروس.  

  • هل أولوية مركز سواعد مساعدة المصابين الأردنيين ام غير الأردنيين (الذين لا يحملوا رقم وطني أردني)؟

من اهداف المركز، تلمس الاحتياجات للفئات المهمشة والضعيفة ومحاولة تغطية هذه الاحتياجات للمستفيدين، وبالتالي لا ينظر المركز الى الجنسية او حتى الوضع الاقتصادي والاجتماعي لطالب الخدمة ويتم التعامل بكامل الحيادية وتقديم الخدمات الى جميع الافراد بغض النظر عن الجنس، اللون، العرق، النوع، الدين، الخ…

  • ما هي الإجراءات المتخذة في مركز سواعد إذا كانت نتيجة فحص الفايروس إيجابية للاردني وللمقيمين على الأراضي الأردنية؟

تقدم الخدمات للمستفيدين في المركز بشكل مجهول أي دون اخذ أي معلومات تدل على شخصية طالب الخدمة وبالتالي عند اكتشاف حالة الإصابة بالفايروس لشخص أردني يقوم المركز بتقديم جلسة مشورة ويتم من خلالها اعلام المصاب بالنتيجة والخدمات المقدمة، و اذا تمت موافقته يتم تحويله الى وزارة الصحة لأنها الجهة الوحيدة التي تقدم العلاج للفايروس في الأردن فالعلاج مؤمن لكل الاردنيين الذين يحملوا رقم وطني اردني، و ايضاً لأبناء قطاع غزة و ازواج و زوجات الأردنيين و أبناء الاردنيات في حال انهم لا يحملوا رقم وطني.

  •  في حال تم تبليغ الحكومة باكتشاف إصابة جديده لشخص غير اردني ما هي الإجراءات التي يتم اتخاذها رميا؟
  • في حال لم يكن المصاب أردني، يتم اعلامه بالنتيجة والإجراءات التي تتخذ بحقه في حال تم اكتشاف الحكومة بإصابته، حيث ان سواعد لا تبلغ الحكومة بالإصابة؛ نظراً الى ان اسم المصاب يكون مجهولاً، ويتم اعلامه بان الحكومة الأردنية تقوم بتسفير أي شخص غير أردني تثبت اصابته بالفايروس، ويتم نصحه بان يتلقى العلاج إذا تمكن من الحصول عليه او السفر الى بلده للحصول على العلاج ومن ثم العودة الى الأردن في حال كان راغباً بذلك.
  • كيف يتشكل التمييز ضد هل تقوم وزارة الصحة بإعلام مكان عمل المصاب بإصابته؟

لا، تعمل وزارة الصحة بسرية وتعطي خصوصية للمصاب ولا يتم اعلام نتيجة الشخص المصاب الا في حال رغبته في الاخبار، فحتى ان كان الشخص متزوج لا يتم اخبار الشريك/ة بالنتيجة الا بناءً على موافقة الشخص المصاب، وبالتالي يتم الالتزام في العقد الادبي بين المصاب ووزارة الصحة في الحفاظ على خصوصيته وهذا يقتضي على عدم اعلام نتيجته لأي شخص الا بموافقته.

  • ما هو العلاج المقدم لمرضى الفايروس وما هو تأثيره على اجسامهم؟

العلاجات مختلفة؛  اذ يوجد سلسلة كبيرة من العلاجات التي تسمى بمضادات الفيروسية القهقرية، ويكمن عمل هذه العلاجات بالحد من تكاثر الفايروس داخل جسد المصاب وفي خلال أشهر من العلاج يتم قمع الفايروس وتعود مناعة الشخص الى وضعها الطبيعي ويصبح غير ناقل للعدوى ويصبح الحمل الفيروسي غير مكتشف، وبالتالي يعود الى حياته الطبيعية ويحظى بحياة طبيعية مثل أي شخص غير مصاب مع الالتزام بالعلاج.

  • هل بعد فترة معينة من العلاج لا يمكن اكتشاف فايروس ال HIV في الفحص؟

حسب نوع الفحص؛ فاذا كان الفحص يبحث عن الاجسام المضادة (الفحوصات المسحية)، سيظهر ان الشخص مصاب حتى وان كان على العلاج، وهذا النوع من الفحص يتم اجراؤه للوافدين ولبنوك الدم.

اما فحص ال PCR الذي يقوم على البحث عن عدد الفايروسات بالجسم يظهر النتيجة سلبية أي غير حامل للفايروس إذا كان الشخص يتلقى العلاج.

  • ما مدى دقه نتائج الفحص المعتمد  لدى مركز سواعد؟ ؟

نستخدم في سواعد فحص يسمى بال (Rapid test) أي الفحص السريع، ويتحرى هذا الفحص الاجسام المضادة في الدم وما يميز الفحص انه يظهر النتيجة خلال دقائق، اما عن نسبة دقة الفحص فهي عالية جداً تصل الى ٩٥-٩٨٪ مثل أي فحص اخر، ولا يمكن للفحص إعطاء نتيجة سلبية خاطئة، بل ممكن من شدة الدقة ان يعطي نتيجة إيجابية خاطئة، وفي هذه الحالة يتم اجراء فحص تأكيدي.

  • ماهي الفترة الشباكية للمريض ؟

هي الفترة الشباكية  التي تبدأ فور إصابة الشخص يكون المصاب حامل للفيرو ولكن لا يتم اكتشافها  وتتراوح ما بين  ٣ الى ٣ شهور، يمكن ان يقوم طالب الفحص بإجراء الفحص بعد ٣ أسابيع وان كانت النتيجة سلبية تكون احتمالية الإصابة ضئيلة جداً، ولكن يوضح للمصاب ضرورة إعادة الفحص بعد ٣ أشهر للحصول على نتيجة قطعية ١٠٠٪.

ويعطى طالب خدمة الفحص في مركز سواعد التغيير جلسة مشوريه للإجابة على استفساراته، يتم فيها الحديث عن جميع الجوانب المتعلقة بالفايروس، ومن خلالها يتم اعلامه بالفترة الشباكية حتى يقرر ان كان يريد اجراء الفحص ام لا.

  •  يواجه المريض بوصمة مجتمعية ،كيف تؤثر هذه الوصمه على حامل الفايروس؟

هنالك محاور مختلفة للوصم؛ فالوصمة الاجتماعية المتكونة بسبب ثقافتنا التي نجد بها الكثير من التشدد حول الجنس وبالتالي ولدت هذه الثقافة وصمة وتمييز مستندة الى منظومة اجتماعية غير مبينة على أسس علمية او معرفية او حتى تشريعية، فبالتأكيد عند وضع وصمة على شخص معين من قبل المجتمع المحيط به تتأثر نفسيته ووضعه الصحي وحقوقه لأنه سينعزل بسبب رفضه من قبل المجتمع، فالوصمة مرفوضة من الناحية الإنسانية؛ فلا يحق لأي شخص ان يصدر احكام على شخص آخر.

هل تصل تؤثر الوصمة على المشرع الأردني؟

نعم ،تؤثر الوصمة على متخذ القرار “المشرع الأردني” بانه يضع بعض القوانين التي تكون منهكة لحقوق الأشخاص المتعايشين مع الفايروس، و هنا لا اعني ان القرارات في الأردن واصمة وانما هي خاضعة لمعايير مجتمعية متميزة بالوصم و التمييز، ولذلك نجد بعض التشريعات التي ترفض تعيين المصاب بالفايروس، مثل التعليمات الصادرة بموجب التأمين الصحي الصادر بموجب قانون الصحة العاملة، و التي تنص على ان يكون الشخص غير مصاب بفايروس نقص المناعة البشري لينال حقه في التوظيف، و ايضاً نجد ان بسبب هذا التشريع تكون الحكومة عاجزة عن مطالبة القطاع الخاص بتطبيق قانون العمل و بالتالي يكون هناك حالات فصل تعسفي بحق الأشخاص المتعايشين.

 ايضاً بسبب الوصمة نجد قانون الإقامة والحدود المطبق من وزارة الداخلية والذي يمنع إقامة أي شخص مصاب داخل الأردن في حال لم يكن أردني.

 فعلى الرغم من القوانين في الدستور الأردني التي تتحدث عن العدالة والمساواة نجد ان هذه القوانين عاجزة عن حماية المتعايشين إذا انتهكت حقوقهم، ففي حال تلقي الخدمات الصحية في المستشفيات يتعرض الأشخاص المتعايشين الى الوصم والتمييز ولا نجد ان هذه القوانين تحميهم.

  • كيف يسعى مركز سواعد لتأمين مصدر رزق للمتعايشين في حال تم ايقافهم عن العمل؟

هدفنا في مركز سواعد للتغيير هو تمكين الأشخاص حقوقيا و قانونيا و بالتالي من الممكن ان يكون لدى المركز القدرة على توكيل محامي لهذا الشخص، او رفع وعي هذا الشخص بحقوقه و افهامه بان الفصل الذي تعرض له هو فصل تعسفي، و نحاول قدر الإمكان ان يسجل الأشخاص المتعايشين مع الفايروس ثوابت برفع قضايا في قطاع العمل لتصبح هذه سُنة معمول بها قانونيا حتى يحصل الافراد على حقوقهم، و بالتالي نحن لا نريد ان ندعمهم بقدر ان نمكنهم من ان يحصلوا على حقوقهم ولكن يوجد الكثير من الحالات التي ربما يقوم المركز بتقديم الدعم و المساندة للمتعايشين ضمن الإمكانات المحدودة نظرا الا انه قد يكون المتعايشين غير قادرين او راغبين برفع مثل هذه القضايا بسبب الوصم و التمييز الذي يتعرضوا له من المجتمع.   

  • برأيك، كيف من الممكن توعية افراد المجتمع حول المرض وتمكين المتعايش اجتماعيا واقتصاديا؟

ان الوصم و التمييز مرتبطة بعدة عوامل منها المنظومة الاجتماعية التي تتسم بالتابوهات(الأمور التي يرفض المجتمع الحديث عنها) حول الجنس و بالتالي هناك منظور مجتمعي يربط الإصابة بالممارسات الجنسية، لذلك يجب البحث عن هذه العوامل سواء ان كانت مجتمعية او يستند اليها البعض مثل التفسيرات الخاطئة للنصوص الدينية و الشرعية او اللجوء للأمور الصادرة بموجب التشريع فمثلاً يظن البعض انه لو لم تكن الإصابة شيء خاطئ لما رفضت الحكومة تعيين المصابين، لذلك فإن القوانين المجرمة هي جزء من العوامل التي تؤدي الى الوصم و التمييز، ولهذا علينا العمل مع جميع الاطياف مثل رجال الدين لنعالج عامل التفسير النصي الديني الخاطئ الذي يستند اليه البعض في اصدار الاحكام بحق الأشخاص المتعايشين، و يجب على الوزارات و خصيصاً وزارة التربية و التعليم القيام بطرح الموضوع في المناهج، أي على الجميع ان يلعب دوره في التثقيف و أيضاً علينا العمل على الجانب التشريعي برفع الانتهاكات بحق المصابين نظراً الى انها تعزز الوصم والتمييز بحق الأشخاص المتعايشين.

اشراف الدكتوره حنان الكسواني 

Related posts

الروائية الأردنية شقير: الكتابة هي المتنفّس الوحيد للثورة بداخلي

Admin User

الأمانة : الغباوي ينتج «4,8» ميغا واط من الكهرباء في الساعة

Admin User

“لوّنها بالأمل” ترسم البسمة على وجوه فاقديها

Admin User

اترك تعليقا

WP2Social Auto Publish Powered By : XYZScripts.com