منبرا البترا – أجرى الحوار: علاء عبد العزيز
ما هُوَ دور الجّامعة في تعزيز تجربة الحياة الجامعيّة ودعم الطلاب أكاديميًا واجتماعيًا؟ السؤال الجوهريّ الّذي طرحه مندوب “منبر البترا” على الأستاذ الدكتور إياد الملاح، عميد شؤون الطلبة في جامعة البترا. في هذه المقابلة، تحدّث الملاح عن عدّة محاور مهمّة تشمل التحدّيات التي تواجه الطلبة، والدعم النّفسي والاجتماعي، والشّراكات الخارجيّة، والأنشطة اللامنهجيّة، ورؤية جامعة البترا المستقبليّة لتطوير حاضنات الأعمال وريادة الأعمال، بالإضافة إلى الجهود المبذولة لتخفيف الأعباء الماليّة عن الطلاب، وتعزيز فرصهم الأكاديميّة والمهنيّة.
وفيما يلي نَصّ الحوار..
منبرا البترا: كيف يمكن دعم الطلاب الذين يُواجهون صعوبات نفسيّة أو اجتماعيّة داخل الجامعة؟
الملاح: هذا من أهمّ الجوانب التي نهتمّ بها في عمادة شؤون الطلبة. لدينا مكتب للإرشاد النفسي تديره دكتورة متخصّصة من قسم العلوم التربويّة. المكتب يقدّم جلسات إرشاديّة للطلبة الذين بحاجة إلى توجيه وإرشاد نفسي أو اجتماعي، وبخاصّةٍ في كيفيّة الاندماج مع المجتمع الجامعي. هذه الجلسات متوفّرة في أوقات محدّدة، ويستفيد منها العديد من الطلبة. نحن نحرص دائمًا على توفير بيئة جامعيّة آمنة ومريحة تساعد الطلاب على الاندماج بسهولة ويُسر.
منبرا البترا: كيف تعمل الجامعة على تخفيف العبء المالي عن الطلاب في ظلّ ارتفاع رسوم الدّراسة الجامعيّة؟
الملاح: الجامعة تقدّم عددًا من المنح الدراسيّة لطلبتها. هناك منح تفوُّق أكاديمي تتراوح نسبتها بين 25% إلى 50% وفقًا للمعدل التراكمي. أيضًا، هناك منح تفوُّق رياضي وفنّي تصل إلى 50% للطلاب المتميّزين رياضيًا وفنيًا. كل هذا يأتي في إطار حرص الجّامعة على دعم طلابها وتخفيف الأعباء المالية عنهم.
منبرا البترا: ما هي الشّراكات التي تمتلكها الجامعة مع مؤسّسات خارجيّة لدعم حاضنات الأعمال؟
الملاح: لدينا عدد من الاتفاقيّات مع شركات ومؤسّسات داخل الأردن، تهدف إلى دعم الطلاب في مجالات التدريب والتوظيف، إضافة إلى تقديم الدورات المختلفة. هذه الشّراكات حقّقت نجاحات كبيرة من خلال تدريب عدد كبير من الطلبة، كما ساهمت في توظيفهم. خريجونا، حتّى بعد التخرُّج، يستفيدون من دورات مجانيّة وفرص إضافيّة تُقدّمها الجامعة. وهذا يعكس حرص العمادة على توظيف شراكاتها لدعم طلابها وخرّيجيها.
منبرا البترا: ما هي رؤية الجّامعة لتطوير حاضنات الأعمال ودعم ريادة الأعمال بين الطلاب؟
الملاح: الجامعة وضعت خطة لتفعيل دور حاضنات الأعمال، مثل الحاضنة الموجودة في كليّة العلوم الإداريّة ومركز الريادة والابتكار في كلية تكنولوجيا المعلومات. بدأنا بالاستفادة من مشاريع التخرُّج للطلبة في كافة التخصّصات وربطها بحاضنات الأعمال، بهدف مساعدتهم في تأسيس شركات خاصة إذا كانت المشاريع مميّزة. كما نسعى لتعزيز الشّراكات مع مؤسّسات خارجيّة لتبنّي هذه المشاريع. بالإضافة إلى ذلك، تنظم الجامعة مؤتمرات للموهوبين، كما تتولّى تبنّي المشاريع المميّزة التي يطرحها الطلاب. إن شاء الله تعالى، سيشهد الطلاب تطوّرًا كبيرًا في مجال ريادة الأعمال خلال الفترة القادمة.
منبرا البترا: ما هو الدور الأساسي لعمادة شؤون الطلبة في تعزيز تجربة الحياة الجامعيّة؟
الملاح: العمادة هي الحاضنة لجميع طلبة الجامعة، وأيّ طالب يواجه مشكلة أو يحتاج إلى مساعدة يجدنا وجهته الأولى. نحن حلقة الوصل بين الطالب ودوائر الجامعة كافة. دورنا يشمل تقديم الدعم في جميع النواحي من خلال أنشطتنا ودوائرنا المختلفة. كما أنّنا نسعى لصقل شخصيّة الطالب وتنمية مهاراته من خلال الأنشطة اللاصفيّة والدورات التدريبيّة.
منبرا البترا: ما هي الأنشطة التي تقدّمها العمادة للطلاب أكاديميًا واجتماعيًا؟ وكيف تعمل على اكتشاف مواهبهم؟
الملاح: لدينا أنشطة رياضيّة تشمل جميع الألعاب مثل كرة القدم والتنس، إضافة إلى البطولات على مدار العام. نوفّر منشآت رياضيّة مميّزة كالصالة الرياضيّة، وقاعة البلياردو، وقريبًا مسبح وملعب بادل. أمّا في الجانب الثقافي، لدينا قاعات للرسم، والموسيقى، والشّعر. ونقوم بتبنّي المواهب الطلابيّة من خلال الإعلان عن المسابقات والفعاليّات. كما أجرينا استبيانات حديثة للتعرُّف على مواهب الطلاب واهتماماتهم لتوجيه أنشطتنا بما يُلبّي رغباتهم.
منبرا البترا: كيف تتعاملون مع التحدّيات التي يواجهها الطلبة مثل الضغوط الأكاديميّة أو المشاكل الاجتماعيّة؟
الملاح: نحن نشجّع الطلبة على المشاركة في الأنشطة التي ننظمها، سواء كانت رياضيّة، أو ثقافيّة، أو اجتماعيّة. هذه الأنشطة تُسهم في تخفيف الضغوط وصقل شخصية الطالب. من التحدّيات التي تواجهنا، أيضًا، تنظيم أوقات الفعاليّات بما يتناسب مع جداول الطلاب. نحرص دائمًا على اختيار الأوقات المناسبة لضمان مشاركة أوسع. بالإضافة إلى ذلك، نُقدّم دورات تدريبيّة لتطوير مهارات الطلبة، مثل كتابة السيرة الذاتيّة، ونسعى لزيادة الإقبال عليها.
منبرا البترا: ما هي أبرز الخطط المستقبليّة التي تسعى العمادة لتنفيذها؟
الملاح: هدفنا هو تحقيق رضا الطلبة عن الخدّمات المُقدّمة. نسعى أيضًا إلى زيادة نسبة التوظيف بين الخرّيجين، من خلال تسليحهم بالمهارات اللازمة لسوق العمل. كما نطمح لاستحداث تخصّصات جديدة وزيادة الاعتمادات الأكاديميّة. هذا بجانب الاستمرار في تحسين البنية التحتيّة للحرم الجامعي لتلبية احتياجات طلبتنا.
منبرا البترا: ما هي رسالتكم ونصيحتكم لطلبة جامعة البترا؟
الملاح: طالب البترا دائمًا مُميّز، وسُمعة خرّيج الجّامعة في سوق العمل ممتازة. نصيحتي هي أن يستفيد الطالب من جميع الخدمات والأنشطة التي تقدّمها الجامعة، وأن يسعى لتطوير مهاراته الشخصيّة والمهنيّة. نحن نعتزّ جدًا بطلابنا ونطمح لأن يكونوا دائمًا على قدر الثقة والمسؤوليّة، وأن يساهموا في بناء مؤسّسات الدولة بشكل مميّز.