منبر البترا – ياسمين فؤاد ريّان
نظّم مكتب الإرشاد الوظيفي ومتابعة الخريجين في عمادة شؤون الطلبة بجامعة البترا اليوم الإثنين ورشة عمل بعنوان “الذكاء الاصطناعي وتطبيقاته في سوق العمل”، قدّمها الدكتور جمال زراقو، وذلك في مبنى العمادة، بحضور ستةٍ وعشرين طالبًا وطالبة.
تأتي هذه الورشة ضمن جهود الجامعة في تعزيز الثّقافة التقنية لدى طلبتها وإعدادهم لمتطلّبات سوق العمل الحديث.
استهلّ الدكتور زراقو حديثه بتعريف الذكاء الاصطناعي باعتباره قدرة الأنظمة التقنية على محاكاة التفكير البشري والتعلّم واتخاذ القرار استنادًا إلى البيانات، موضحًا أنّ الإنسان محدود القدرة ويتعب بمرور الوقت، في حين تستطيع الآلة العمل بلا توقف.
وشبّه المُحاضِر الذكاء الاصطناعي بـ“الطفل الصغير” الذي نعلّمه ونزوّده بالمعلومات حتى يبدأ بالإبداع واتخاذ قراراته الذاتيّة، مؤكدًا أنّ القرارات الصادرة من الذكاء الاصطناعي هي انعكاس مباشر للبيانات التي يُزوَّد بها.
وتطرّق زراقو إلى نماذج الجامعات الذكيّة التي تعتمد على تقنيات الجيل الخامس، حيث تُستخدم تقنيات التعرُّف على الوجوه لتسجيل حضور الطلبة تلقائيًا عند دخولهم الحرم الجامعي، مما يُعزّز الأمن ويوفّر بيئة دراسيّة أكثر استقرارًا.
واستعرضَ الدكتور جمال زراقو أنواع الذكاء الاصطناعي وتطبيقاته في مختلف القطاعات، مشيرًا إلى دوره في تسهيل الحياة اليوميّة، مثل الحدّ من الازدحام المروري عبر أنظمة المراقبة الذكيّة، والزراعة الذكيّة التي تراقب التغيّرات المناخيّة وتحمي المحاصيل وتُحسّن الإنتاجيّة وترشد استهلاك المياه.
وفي مجال التسويق والإعلان، ذكَرَ أنّ الذكاء الاصطناعي أصبح أداة فعّالة لتحليل المشاعر وفهم آراء العملاء وتحديد الجمهور المستهدف بدقة، ممّا يطوّر الحملات التسويقيّة ويحسّن أداء محركات البحث.
وأشار إلى أهميّة الذكاء الاصطناعي في تحليل البيانات داخل المؤسّسات، ورفع كفاءة الخدمات اللوجستيّة عبر التنبّؤ بالطلب وتحسين الأسعار، إضافة إلى خدمة العملاء عبر روبوتات ذكيّة تعمل دون انقطاع، مضيفًا: “الإنسان يتعب، أما الآلة فلا تعرف التعب”.
وفي القطاع الطبي، استعرض الدكتور زراقو استخدامات الذكاء الاصطناعي في تشخيص الأمراض، واكتشاف الأدوية، وتحليل الصور الطبيّة بدقة عالية، إلى جانب الأجهزة الذكيّة التي تراقب المرضى باستمرار، والجراحة الروبوتية التي تتفوّق في دقتها على الجراحة البشرية، وبخاصّة في العمليّات الدقيقة مثل الدماغ والنخاع الشوكي، مؤكدًا أنّ الذكاء الاصطناعي أصبح وسيلة لإنقاذ الأرواح وتحسين جودة الرعاية الصحية.
واختتم الدكتور حديثه بالتأكيد أنّ الذكاء الاصطناعي ليس تهديدًا للبشر بل فرصة لتوسيع قدراتهم وآفاقهم، مشيرًا إلى أنّ بعض الوظائف التقليديّة ستختفي، فيما ستظهر وظائف جديدة أكثر تخصصًا وإبداعًا.
ودعا الطلبة إلى تعلُّم تقنيات الذكاء الاصطناعي والمهارات الرقميّة ليكونوا شركاء فاعلين في بناء المستقبل.
وفي ختام اليوم الأوّل من الورشة، أعلن مكتب الإرشاد الوظيفي أنّ الطلبة المشاركين سيحصلون على شهادات مُعتمَدَة تعادل ثلاث ساعات خدمة مجتمع، تقديرًا لمشاركتهم وتفاعلهم الإيجابي مع محاور الورشة.
