منبر البترا-أجرت الحوار الطالبة إيلين يوسف
في حوار مثير لا تنقصه الصراحة مع إعلامية دخلت المجال صدفة!
ديالا الدباس: أحب الشهرة ولا أؤيد تحرير الإعلام!..
نصيحتي للإعلاميين الشباب: ابتعدوا عن التصنع!
تمثل نموذجاً مختلفاً للمرأة العربية، دخلت مجال الإعلام من خلال الصدفة، وعملت في قناة رؤيا كمذيعة في برنامج (دنيا يا دنيا) الصباحي بعد أن عملت في مجاليّ الإدارة والفنادق، لا تؤيد تحرير الإعلام وتفضّل أن يبقى مقيّداً، تحاول أن تعبر عن الشريحة الأكبر في المجتمع وتحزن عندما تقف عاجزة عن إيصال صوت المواطن، تعتبر الكتاب حبيبها ولا تستطيع العيش من دونه، تحب الشهرة لكن تعتبرها سيف ذو حدين، تكره السلبية والحكم المسبق على الأمور.
دخولي إلى الإعلام صدفة
ما الدوافع الذي جعلت ديالا الدباس تغير مسار دراستها وعملها من إدارة الفنادق وتتوجه نحو الإعلام وتقديم البرامج؟
لم يكن هناك دافع أو تخطيط، بعد عملي في مجال الفندقة لمدة عشر سنوات، اتجهت للعمل الإداري في (الأكاديمية العربية للعلوم المالية والمصرفية) كمديرة للشؤون الإدارية لمدة أربعة عشر عاماً..وقررت الإستقالة بسبب بعض التغيرات الإدارية، ثم توقفت لفترة طويلة (وصار يلي صار).
حرب الخليج منحتني ثقافة واسعة
إلى أي مدى انعكست تجربتك في مجال الفنادق على تجربتك في الإعلام , خاصة وأن مجال الفندقة مجتمع منفتح على ثقافات العالم المختلفة والعلاقات العامة جزءاً أساسياً منه؟
لا يوجد أي رابط بين العمل الفندقي والعمل الإعلامي..لكن نتيجة احتكاكي مع إعلاميين من كافة أنحاء العالم خلال حرب الخليج الأولى والثانية قابلت كبار الصحفيين والإعلاميين خلال تغطيتهم للحرب آنذاك، وأصبحت على دراية بأسماء القنوات العالمية والإعلاميين المشهورين، مما منحني ثقافة في هذا المجال نوعاً ما.
أمثل نموذجاً مختلفاً
كيف دخلت مجال الإعلام كمذيعة وهل كانت صدفة أم أنك سعيت لذلك؟ صدفة بكل تأكيد، إدارة قناة رؤيا رأت في ديالا نموذجاً مختلفاً للمرأة في مجتمعنا، من حيث المظهر الخارجي فأنا لا أستخدم الماكياج، إضافة إلى أنني أمتلك الجرأة والتلقائية وسرعة البديهة.
وجدت نفسي في الإعلام
في أي مجال وجدت ديالا الدباس نفسها أكثر في مجال الفندقة والإدارة أم في المجال الإعلامي؟ في مجال الإعلام بكل تأكيد.. لأنني استطيع من خلال عملي كإعلامية أن أبرز الوجه الحضاري والجمالي لبلدي..
ضد تحرير الإعلام
ما هي أبرز التحديات التي تواجه الإعلام الأردني من وجهة نظرك وما التحديات والصعوبات التي واجهت ديالا في المجال الإعلامي؟ أبرز التحديات تكمن في كون الإعلام ما زال مقيّداً.. وأنا مع عدم تحريره لأن البعض يسيئ استخدام الحرية.. أما الصعوبات التي تواجهني كإعلامية أنني أقف عاجزة أحياناً من عدم قدرتي في إيصال صوت المواطن.
جهد ممتع
ما المسؤولية التي تقع على عاتق المذيع وهل العمل الإعلامي يعتبر عملاً سهلاً أم أنه يحتاج إلى مجهود كبير؟ مسؤولية كبيرة تقع على عاتق المذيع، فالكلمة التي تصدر منه لا يمكن استرجاعها، كما أن على المذيع البحث عن طرق بسيطة ومباشرة يستطيع من خلالها إيصال المعلومة، فالعمل الإعلامي يحتاج إلى جهد وتعب كبيرين إلا أنه جهد ممتع.
المصداقية والثقة بالنفس
ما هي مقومات الإعلامي الناجح من وجهة نظرك؟ صفات كثيرة على الإعلامي امتلاكها، أهمها، المصداقية.. الثقة بالنفس.. الثقافة العامة.. والبساطة.
الإعلام يفتقر للمهنية
ما تقييمك للإعلام الأردني وخاصة التلفزيوني؟
لا شك بأن الإعلام الأردني تقدّم في الآونة الأخيرة إلا أنه ما زال بحاجة إلى المزيد، وذلك بسبب عدم وعي البعض لمعنى كلمة (ديمقراطية) وافتقار المهنية واستخدام الصحف ومواقع التواصل الاجتماعي كوسيلة للتشهير والنيل من شخصية معينة دون أدلة أو وجه حق وذلك فقط لإرضاء البعض. التهجم على الحكومة أصبح أسرع وأسهل طريق للشهرة، فأصبح من النادر أن نقرأ مقالات توعوية أو تتصف بالمصداقية، نحن بحاجة إلى النهوض بالإعلام من خلال تكاتف الكتّاب والإعلام بكافة أشكاله للمرور بسلام من الأزمة التي تعصف بالأردن والمنطقة.
ولا نستطيع إنكار ما حققته قناة رؤيا من نقلة كبيرة في مجال الإعلام المرئي.
التحضير المسبق
كونك مقدمة برنامج صباحي إلى أي مدى تحتاج البرامج الصباحية إلى جهد وتنسيق مسبقين؟ أي برنامج يحتاج إلى تحضير وتنسيق مسبقين وهذا ما نقوم به أنا والمعدة وزميلاتي المذيعات، وهذا من أهم أسباب نجاح البرنامج.
مآخذ البرنامج الصباحي
هناك انتقادات حول غياب اللغة العربية الفصحى عن برامج قناة رؤيا، ما تعليقك عالموضوع، وما مدى تأثير اللغة على المشاهد في إيصال الرسالة؟
أين اللغة العربية في برنامج (يسعد صباحك) على التلفزيون الأردني، أين اللغة العربية في برنامج (صباح العربية)، فالبرنامج الصباحي برنامج اجتماعي ترفيهي يحاكي شرائح المجتمع كافة صغيراً وكبيراً ولا بد أن يتصف بالبساطة ليصل إلى الناس.
الكتاب هو حبيبي
ماذا يعني الكتاب لديالا، وما الكتاب الذي تقرأينه هذه الفترة؟
بعيداً عن كل شيء فالكتاب هو (حبيبي)، لا استطيع العيش من دونه فأنا اقرأ كثيراً، والكتاب الذي أقوم بقرائته حالياً رواية بعنوان “ساقي البامبو” بعد أن سمعت عنها كثيراً، على الرغم من أنني لا أحب قراءة الكتب الكبيرة. وهي رواية حصلت على جائزة العام الماضي كأفضل رواية عربية.
الشهرة سيف ذو حدين
إلى أي مدى أثرت الشهرة في حياة ديالا؟
أثرت الشهرة كثيراً في حياتي، وأحبها كثيراً، فهي جميلة، لكن هناك الجانب السلبي منها فهي تقيّد الحرية الشخصية، فمثلاً أصبحت أهتم بمظهري أكثر عند الخروج لمكان عام رغم انني بالعادة لا أهتم كثيرا بالمظهر لكنني مجبرة على ذلك (تضحك)، كما يتحتم عليك التصرف بلباقة واختيار الأماكن المحترمة، فأحيانا أحب ان أُجن لكن لا استطيع، فالشهرة بالنسبة لي سيف ذو حدين.
الخبرة هي الأهم
نصيحة توجهها ديالا إلى الجيل الجديد من الإعلاميين سواء الخريجين أو الذين مازالوا على مقاعد الدراسة؟
بما يتعلق بالخريجين عليهم الابتعاد عن التصنع وعدم اقتباس شخصية أخرى غير شخصيتهم الحقيقة، فمن الممكن أن يكون لدى المتخرج الجديد شيء غير موجود عند الشخص الذي يعتبره مثالاً أعلى له، وبالنسبة للطلاب أو المقبلين على الجامعات لاحظت بأن الكثير من الطلاب يطمح لأن يكون مذيعاً، فأنصحهم بالتوسع أكثر في مجال دراستهم لأن مجال الإعلام محصور جداً عندنا، وليس خطأً أن يبدئوا طريقهم المهني بالقليل من العائد المادي فالهدف الأساسي هو اكتساب الخبرة والشهرة، والدليل على ذلك أن غالبية الإعلاميين المشهورين والمتميزين في العالم العربي هم أردنيين كانت بداياتهم من التليفزيون الأردني الذي كان منبعاً لهم ثم انتقلوا إلى محطات عالمية، فبالبداية المادة ليست مهمة، الخبرة هي الأهم.
الأردن يحظى بالعديد من المتميزات
ما تقييمك لوضع المرأة الإعلامية في الأردن؟
ممتاز، لدينا كثير من الإعلاميات والنساء المتميزات في هذا المجال، فمثلاً على الصعيد الكتابي رئيسة تحرير جريدة الغد جمانة غنيمات وهناك فريهان الحسن.. وفي المجال الإعلامي الأردن يحظى بإعلاميات متميزات من حيث الشكل والحضور والثقافة، إن كان على صعيد الإعلام المرئي أو المسموع.
تنويه:أجري الحوار منذ عام تقريباً،الزميلة ديالا تقدم برنامجاً حالياً على راديو نشامى.