منبر البترا
ضيوف المنبر

الرواشدة:ملكاتنـا الإعلاميـة بحاجـة إلى تدريـب .. وبرامجنا لا بد وأن تتوافق مع أذواق الشعب

منبر البترا – رانيا عبدالله

منذ أكثر من عام  بدأ رمضان الرواشدة مشواره كمدير عام لمؤسسة الإذاعة والتلفزيون. الرواشدة، الصحفي والأديب والشاعر، عندما اختير لهذه المهمة لم يكن من فراغ وانما لما يحمله من الصفات المهنية والإبداعية لشغل ذلك المنصب بكفاءة، ولعل شهادة الناقد حول روايته الأخيرة (النهر لن يفصلني عنك) كانت شاهدةً على إبداعٍ قل نظيره، حيث قال الأديب إبراهيم العجلوني حول رواية الرواشدة، أنه يقف حائراً أمام ما كتبه الرواشدة في عمله؛ هذا لأنه أقرب إلى أن يكون مونولوجاً روائياً واقعاً في مكان سوي بين الحكاية والشعر، يأخذ من هذا بطرف ومن ذاك بطرف، ولأنه مكتوب على ما فيه من رمزية وتوهج بقصدية واضحة تريد لتبعث خطاباً سياسياً في تضاعيف الكلام .  

ويضيف العجلوني أنه نعت هذه الكتابة بالمونولوج لأنه دائر جملة وتفصيلاً بين الذات المشوقة وذاتها. وأن الرواشدة قد نهل أشياء كثيرة من أزمنة متباعدة ومن ذكريات متداخلة متصادية متداعية، ومن تجارب ذاتية وحقائق تاريخية استدعتها ذاكرة متوهجة تجيد الاختيار في أن ذلك كله كان موظفاً لديه في تجليات حنينه الى الحبيبة غربي النهر، فهو يلوب بين هذه المعطيات لوب العاشق الذي لا يعنيه منها إلا ما تسره أو تعلنه من حديث حبه الخالد العظيم، هذا الحب الذي يحول عساكر الغزاة بينه وبين الاكتمال.

ويجسد الرواشدة صورة جميلة من صور الوعي غير الملتبس باستحقاقات الوحدة التي هي مطلب كل عربي حر. ليجعل من هذه المهمة حالة إدارية خاصة يمتزج فيها البعد الإداري بالحس المهني الصحفي، ويؤطرها بشكل مزخرف بالبعد الأدبي الذي تلمسه بكل كلمة ينطق بها.

عند بداية لقاء الرواشدة لم أنسَ أن أتحدث معه عن روايته لكثرة الحديث عنها  في الآونة الأخيرة وعن جمال المشهد الأردني الفلسطيني الذي صوره الرواشدة في قصة حب أردنية فلسطينية، ولم يبدأ حديثه إلا بعد أن أهداني نسخةً من روايته الأخيرة، ولم يغفل شاردة أو واردة في أي إجابة عن ما طرحت من أسئلة، متحدثاً بكل صدقٍ وشفافية، عن كل خططه وبرامجه التي نفذت وما سيتم العمل عليها لاحقاً، وعن منحة جلالة الملك لـ 21 مليون دينار وآلية صرفها على مدى ثلاثة أعوام، وإليكم تفاصيل المقابلة:

                  أبرز التطورات

منبر البترا: منذ توليك منصب إدارة مؤسسة الإذاعة والتلفزيون، ما أبرز التطورات التي شهدتها المؤسسة؟

الرواشدة: أولاً منذ تولينا منصب إدارة مؤسسة الإذاعة والتلفزيون عملنا على تغير مجموعة من البرامج وإضافة برامج جديدة وكنا الى حد كبير ناجحين في اختيار برامج رمضان وبعده عملنا الدورة البرامجية لشهر تشرين الأول الماضي وأضفنا مجموعة من البرامج الشيقة للجمهور، ولكن أهم ما في الموضوع هو حصولنا على الترتيب الأول على مستوى الفضائيات الأردنية والثانية على مستوى القنوات العربية بعد MBC  من خلال إحصائية ابسوس وازدياد نسبة المشاهدة لدى الجمهور الأردني .

                  مشاركة المعارضة

منبر البترا: مؤخراً فتح باب المشاركة للمعارضة في البرامج الحوارية والإخبارية من منطلق احترام الرأي والرأي الآخر، برأيك هل هذا يقرب وجهات النظر بين المعارضة والحكومة، ولماذا يتهم التلفزيون بالتقصير تجاه الخبر الأردني؟

الرواشدة: أعتقد أن هذا أصبح من الماضي، الآن نغطي كل أحزاب المعارضة ولدينا برنامج اسمه رأي الأحزاب ولدينا برنامج اسمه الرأي الثالث ومواقف نستضيف من خلالها شخصيات حزبية ونشرة الأخبار أصبحت تغطي كل الفعاليات ومن يشاهد نشرة 60 دقيقة يكتشف أننا نغطي كل المظاهرات والمسيرات الموجودة في الوطن ونأخذ بالرأي والرأي الآخر، وبدأ الرأي الآخر يظهر في التلفزيون الأردني بشكل واضح في الفترة الأخيرة، وقد قمنا بتعزيز سقف الحرية في التلفزيون الأردني، وفتح المجال للمعارضة وجزء كبير من البرامج نستضيف فيها شخصيات معارضة في البرامج الحوارية من منطلق الاستراتيجية الإعلامية الجديدة.

دور التلفزيون تجاه المجتمع

منبر البترا: ما دور التلفزيون الأردني في التوعية تجاة القضايا الاجتماعية المتعلقة بالأسرة والطفل والشباب والعنف والبيئة وغيرها؟

الرواشدة: عندنا برامج شبابية وبرنامج (شباب وجامعات) المتوقف حالياً وسنعيده قريباً بالتعاون مع الجامعات الأردنية وهدفة مناقشة قضايا العنف الجامعي والعشائرية والقضايا المترتبة عليها مثل قضايا الحريات الأكاديمية في الجامعات وغيرها من القضايا ذات الصلة بالواقع الأردني وفي موضوع البيئة نعمل جاهدين على استضافة شخصيات أردنية خبيرة لها علاقة بالعمل البيئي لتسليط الضوء على الواقع البيئي في الأردن.

                   تطوير الكادر

منبر البترا: كيف يهتم التلفزيون بتطوير مهارات الكادر العامل في المؤسسة؟ ما هي معايير اختيار الكادر؟

الرواشدة: عملية تطوير الكادر مشوار طويل وصعب، لدينا 1800 موظف ونحتاج الى فترة طويلة جداً من أجل إعادة صياغة المشهد الإداري في المؤسسة، والكادر بحاجة الى تدريب، وبدأنا من خلال عقد دورات تدريبية بالتعاون مع ديوان الخدمة المدنية ودائرة تطوير القطاع العام

                   ملامح الدورة البرامجية

منبر البترا:  ما أبرز الملامح التي تختارون على وفقها البرامج في كل دورة برامجية جديدة؟

الرواشدة: أبرز ملامح الخطة البرامجية أن تتوافق مع أذواق الشعب الأردني وأن تلبي طموحات جميع الفئات، لدينا فترة مخصصة للأطفال وللحوارات الشبابية، وفترة صباحية مخصصة للنساء وربات البيوت وفقرات المطبخ التي تهم الأسر، ولدينا فقرات إخبارية تتابع الشأن الأردني والعربي بالكامل، إضافة الى المسلسلات التي يهتم بها الجمهور الأردني .

                   القناة الرياضية

منبر البترا: هل حققت القناة الرياضية التي اطلقت مؤخرا النجاح المرجو في تلبية أذواق المشاهد الأردني؟

الرواشدة: القناة الرياضية أطلقت تجريبياً في 19-7-2012 وذلك بعد فوز المؤسسة بعطاء الإتحاد الأردني لكرة القدم ولمدة ثلاث سنوات، ودفعنا مليون ونصف مقابل الحصول على هذا الدوري ويشمل محترفين من الدرجة الأولى والسيدات والشباب وكأس الكؤوس للاتحاد وبالتالي نحن أطلقنا هذه الفضائية رغم ما فيها من تكلفة مالية وأعتقد أن المردود سوف يكون إيجابياً في المستقبل وهي ما زالت في المرحلة التجريبية ولكنها تغطي كافة النشاطات الرياضية في المملكة وكل مباريات الاتحاد والدوري الأردني وكأس الكؤوس .

       قناة اقتصادية

منبر البترا: ألم يحن الوقت لإطلاق قناة اقتصادية في ظل الأزمات الاقتصادية المحلية والعالمية في وقت أصبح فيه الاقتصاد لا يقل أهمية عن السياسة؟

الرواشدة: لدينا تفكير في إطلاق قناة اقتصادية ولكن ليس في الوقت الحالي فالوقت لا يزال مبكراً للبدء بهذه الخطوة والسبب هو الأوضاع الاقتصادية العامة في المملكة وكنا نفكر في إطلاق قناة موسيقية ودراما ولكن رأينا تأخير التنفيذ في الوقت الحالي .

            دعم الفنان الأردني والدراما الأردنية

منبر البترا: ما دور التلفزيون الأردني في دعم الفنان الأردني والدراما الأردنية؟

الرواشدة: خلال العام الماضي ومنذ تسلمنا إدارة المؤسسة وبعد توقف أربع سنوات في الإذاعة أطلق مسلسل إذاعي وهناك مسلسل أو اثنين كل شهر في الإذاعة الأردنية يشارك فيه فنانون أردنيون وقمنا بشراء ثلاثة أعمال فنية أردنية عرضنا منها عمل في شهر رمضان وقبل رمضان الماضي وقمنا بإنتاج ثلاثة أعمال مع فنانين أردنيين واحد دراما واثنين كوميديا، ووقعنا اتفاقيتين واحدة مع نقابة الفنانين وواحدة مع إتحاد المنتجين لتسويق الأعمال الأردنية وإنتاج وشراء الإنتاج الأردني ورصدنا في موازنة العام الحالي مبلغ 2 مليون دينار للإنتاج الدرامي بيننا وبين نقابة الفنانين .

                الجانب الإخباري

منبر البترا : ما جديد الخطة التطويرية الخاصة بالجانب الإخباري ؟

الرواشدة : الجانب الاخباري نسعى يومياً الى تطوير نشرة الاخبار بما يتوافق مع المعايير المهنية وفي الوقت نفسه بما يتوافق مع حاجات الناس، لأننا قناة ليست إخبارية ولكن نقدم وجبة إخبارية نحاول أن تكون شاملة كافة المؤسسات الأردنية وتلبي احتياجات المجتمع الأردني ولا سيما المحافظات بسبب وجود نشاطات كثيرة فيها يرغب الجمهور مشاهدتها .

       أخبار الثورات العربية

منبر البترا: كيف يتعاطى التلفزيون مع أخبار الثورات العربية؟

الرواشدة: بالنسبة لأخبار الثورات نتعامل معها بكل شفافية ومهنية .

                   أين الإذاعة الأردنية

منبر البترا: أين ترى الإذاعة الأردنية في ظل ظهور إذاعات منافسة على الساحة الأردنية؟

الرواشدة: الإذاعة الأردنية ما زالت متقدمة جداً وللعلم الإذاعة هي الأولى ترتيباً حسب الإحصائية التي أقامتها إذاعة القران الكريم وإذاعة عمان إف إم تأتي في مرتبة متقدمة جداً من الإذاعات الأردنية .

                   دور الحكومات والإدارات السابقة

منبر البترا: البعض يتهم الحكومات والإدارات السابقة بأنها سبب تراجع التلفزيون الأردني في السنوات السابقة، ما تعلقيكم على ذلك؟

الرواشدة: كل الحكومات السابقة كانت مقصرة تجاه التلفزيون الأردني خاصة وما زالت مقصرة لأنني أعتبر الموضوع المالي هو الموضوع الرئيسي وما يرصد للتلفزيون لا يكفي لتغطية الرواتب وبعض القضايا التشغيلية والعقبة الرئيسية التي تواجه التلفزيون مالية وإدارية وعدم توفر المخصصات الكافية لإنتاج وشراء البرامج والمسلسلات والتوسع في شبكة المراسلين في الخارج، وإدارية نحن بحاجة لبعض التخصصات لم نستطع الحصول عليها وتمويلها الوحيد من الحكومة والإعلانات .

                 العقبة في وجة التلفزيون

منبر البترا: دائماً يتحدث التلفزيون عن العقبة الكبيرة في طريقه وهي المالية، بعد المنحة التي قدمها جلالة الملك للتلفزيون بواقع 7 ملايين لمدة ثلاث سنوات، هل ستكون الأمور أفضل للمؤسسة؟

الرواشدة : المنحة التي قدمها جلالة الملك تعد خطوة كبيرة ونقلة نوعية لتطوير وشراء أجهزة حديثة واستديوهات إذاعة وتلفزيون ومحطات إرسال خارج مبنى التلفزيون خاصة أنه لدينا 55 محطة إرسال .

                موقع التلفزيون

منبر البترا: أين ترى التلفزيون الأردني من الفضائيات الرسمية العربية؟

الرواشدة: الزحمة كبيرة والمنافسة كبيرة ولكن نسعى لأن يكون التلفزيون تحت الشمس وأن يكون لنا موقع متقدم إن شاء الله .

Related posts

محمد القضاة نموذج حي للداعية الذي يجمع ما بين التنظير الديني والتطبيق العملي

صورة زهرة برية جعلت منه مصوراً خاصاً للملك الحسين طيب الله ثراه

غلاف الكتاب فن وثقافة

اترك تعليقا

WP2Social Auto Publish Powered By : XYZScripts.com