منبر البترا- بقلم:بيان عواد
كنت عند صاحبتي , وبدي أطلع اشتري كم شغلة قبل ما أرجع للبيت , وقفت بستنى تكسي .. زي كل مرة وبكل أدب ..
مرق شوفير تكسي صار يحكي welcome to jordan طبعا أنا عصبت بس من جواتي فخر بجمالي الأوروبي ..
لما ضل يبتسم وصافن لفيت وجهي ( زي العنجد ) , وإذ كانت الكارثة .. !
كان رح يغمى علي ..
كنت رح أرن عالإسعاف قبل ما ييجيني شلل بالأطراف..
بنت اسم الله حولها , شو جمال شو أنوثة , ولاّ طولها .. !
بعدت عندها خطوتين وصفنت أطلع فيها , بلبستها , بشعرها , بس لن أقبل ضل عندي ثقة إني أنا أكيد أحلى , أصلا شو الطول , مش مهم , شو السمار , مش مهم, ضليت متبعة معها , وكل شوي ألف أتطلع فيها , مش بإيدي يعني..
فجأة سمعتها بتحكي تيلفون , من خبرتي اللغوية عرفت إنها إسبانية , شكلها كانت بتستنى حدا ييجي ياخدها ورن حكالها مش جاي ..
المهم أنا انسلقت من الشمس , وبلش شعري يطلع من الحجاب من التعرق اللي صابني , واتضايقت من وجودها , بس مع نفسي تحديت حالي إني رح آخد تكسي قبلها ..
وأول ما شفت تكسي جاي من بعيد , نطيت بنص الشارع :
– تكسي , تكسي ..
بكل قرف حكالي:
– وين ؟
بكل براءة حكيتله :
– city mall ..
بكل قسوة قلي :
– مش طالع ..
راح وقف عندها حكالها :
– وين !؟
قالتله:
– city mall ..
(طبعا ما بخبركم كيف طلعت منها كلمة city mall) , بكل إنشكاح حكالها :
– yes sure ..
شوووو , yes sure !?? طيب وأنا !؟ طيب أرجع شوي واحكيلي اركبي ما إنتِ بطريقنا , من باب إني بنت بلدك , من باب إني مش مستورده , من باب إني أختك بالإسلام ..
ضل ماخدها ورايح..
أنا لسة بالصدمة , الشوب مع النعس مع جمال البنت ( الحمد لله إنها مش من هون ) مع عملة الشوفير , مع الجمال الأوروبي اللي طلع مش إلي خلوني أوقف بمكاني وأترك حياتي للقدر..
لحد ما فوقني صوت ختيار كبير :
– طالعة يا عمي ..
– آه طالعة..
ركبت وسكرت الباب حكالي :
– وين !؟
أنا لسة بصحصح حكيتله :
– عالبيت ..
– يا عمي وهاد البيت بأي منطقة !؟
– قريب بهالنواحي هلا بدلك ..
وصلت البيت بخير وسلام , دخلت غرفتي , صحصحت شوي , لأ كتير , لأني بوردت , غيرت , وحطيت حومرة , وصفنت بالمراي خمس دقايق وأنا أقنع حالي بجمالي اللي ما في منه , لحد ما نادتني إمي مشان أجلي و أعزل المطبخ زي ما وعدتها إذا خلتني أطلع ..
أصلا ياريتها انكسرت رجلي وما طلعت!
توبة!!
أغسطس-2016