منبر البترا
تقارير

محمية المأوى في جرش تحاكي الموطن الأصلي للحيوانات

مجد القطناني/ كلية الإعلام- هناك في الطبيعة الخلابة بين جبال جرش، يختلط على الزائر صوت حفيف الأشجار مع زئير الأسود التي تتخذ من محمية المأوى مقراً دائماً يشاركها فيه الضباع والنمور والدببة وغيرها من الحيوانات .
محمية المأوى للطبيعة والحياة البرية ذات بيئة خلابة متنوعة تُحاكي الموطن الأصلي لهذه الحيوانات، ومكاناً لائقاً ومناسباً لطبيعة حياتها البرية.
وتأسست المحميّة بالشراكة بين مؤسسة الأميرة عالية الحسين ومنظمة “Four Paws” النمساوية بمساحة 1100دونم ، وتضم مجموعة من الحيوانات التي تم إنقاذها من مناطق الحروب والمهربة بطريقة غير قانونية وأيضاً التي تعرضت للعنف وسوء معاملة في حدائق الحيوان، حيث تتلقى في المحمية العلاج الجسدي والنفسي المناسب من قبل مختصين وسط بيئة تحاكي موطنها الأصلي فيها كل أنواع الرعاية وفقاً لمديرها محمد خريسات.
وقال مسؤول وحدة رعاية الحيوان في المحمية سيف الدين الرواشدة، إن المحمية مُحصنة بالكامل وتضم مجموعة كبيرة من الأشجار الحرجية وتتسم بالتنوع الحيوي البيئي.
واضاف ان المحمية بدأت بـ 9 حيوانات عام 2016 واستمرت باستقبال الحيوانات ليصل اعددها اليوم ما يقارب الـ 36 حيواناً مختلفاً منها 23 أسد ونمرين وضبعين و9 دببة.
وتحمل محمية المأوى قصصاً مؤثرة؛ إذ يقول الرولشدة : كل حيوان فيها له قصة مؤلمة أو رحلة شاقّة انته إلى حيث المكان الآمن الذي يمرّ فيه بمراحل من العلاج وإعادة التأهيل قبل أن تستطيع التجوّل في المحمية بهدوء وراحة.
عند زيارة المحمية يعيش الزائر تجربة فريدة غير متوفرة دائماً، يرى فيها الحيوانات تتعايش سوياً على طبيعتها وكأنها في الغابة، ويشعر وكأنه بين الادغال وهو يرى الدبّين (بابلو وسوزي) من الباكستان، فسوزي عانت من السرطان والتهاب الرئة قبل أن يتم معالجتها في المحميّة، وأيضا الدبين (لوز وسكر) الذين تم إنقاذهم من حلب والحرب في سوريا، أما الدبة (لولا) تم إنقاذها من الموصل ونقلها الى المحمية وهي من أوائل الحيوانات في المحمية، والتي هي سعيدة بالألفة مع الدببة (اوسي، وشهاب، وشجاع).
أما الأسود وزوجاتهم وما لديهم من شموخ، فهناك الأسد “سلطان” الذي تم نقله من غزة بعد تعرضه لمشاكل نفسية تم معالجتها في المحمية.
ويقول : أما بالنسبة للنمرين (تاش وسكاي) البنغاليين؛ تمت مصادرتهم على الحدود الأردنية وهما أشبال بعد إحباط محاولة تهريبهم إلى السعودية، وسكنوا في مركز الأمل للحيوان حتى تم افتتاح المحمية والانتقال إليها عمرهما الآن 8 سنوات.
ويوضح الرواشدة : “يخضع الحيوانات في المحمية لتجهيزات واعادة تأهيل للتعايش سويا في مجموعات حسب العمر والجنس والوضع الصحي والسلوك، كما لا يسمح للزوار بالتجوّل في المحميّة دون مرافق؛ لمنع أي محاولات استفزاز الحيوانات أو اطعامها.
والمحميّة تحلُّ مشكلة بخصوص هذا النوع من الحيوانات التي في حال مصادرتها لم يكن يوجد مكان لاحتوائها الأمر الذي كان يسبب إشكالية انتهت اليوم بوجود محميّة المأوى التي يجب زيارتها من قِبل الجميع .

بإشراف د. زياد الشخانبة

Related posts

السُمنة بين تغيير النمط الغذائي وقلة الحركة

admin user

حوادث السير تخلف آلاف الوفيات والإصابات خلال الخمس سنوات الأخيرة

Admin User

مشروع” انسان” يساند الأسرالعفيفة بالعمل والانتاج

Admin User

اترك تعليقا

WP2Social Auto Publish Powered By : XYZScripts.com