يناير 8, 2025
منبر البترا
أعمال صحفية مقابلات

مرام أبو النادي: الكِتابَة الواقعيّة مَجالي ودعم الإبداع الشبابيّ أبرز اهتماماتي

منبر البترا – أجرَت الحِوار: سيرينا بني مصطفى

الدكتورة مرام أبو النادي هي شخصيّة بارزة في مجال الأدب والثقافة في الأردن، تجمع بين الإبداع الأدبي والعمل الأكاديمي. بدأت مسيرتها الأدبيّة منذ سنوات طويلة، حيث حققت نجاحات لافتة في كتابة القصص القصيرة، وتخصصت في مجالات الأدب الواقعي الذي يعكس القضايا الاجتماعية المهمّة. إلى جانب موهبتها الكتابية، تساهم الدكتورة مرام في دعم الثقافة الأردنيّة من خلال عملها في  اتحاد الكُتّاب و الأدباء الأردنيّين، حيث أسّست لجنة الإبداع الشبابي، مُوجّهة جهودها نحو تمكين الأجيال الجديدة في المجال الأدبي. 

ومن خلال دورها المهمّ في تعزيز التعليم الثقافي، تعمل أبوالنادي على تحفيز الشباب والطلاب على التفاعل مع الأدب والمشاركة في الفعاليّات الثقافية، كما تسعى دائمًا إلى تقديم الدعم والمشورة للأدباء الشباب، ودعمهم في عرض إبداعاتهم الأدبيّة أمام الجمهور.

 من خلال هذه المقابلة الصحفيّة، لمندوبة “منبر البترا” نُسلّط الضوء على أفكارها حول المشهد الثقافي في الأردن، ودور الأدب في معالجة القضايا الاجتماعيّة، إضافة إلى رؤيتها المُستقبلية لدعم الشباب في المجال الأدبي.

منبر البترا: بدايةً، كيف ترين المشهد الثقافي الحالي في الأردن؟ وما التحدّيات الرئيسة التي تواجه ثقافتنا وإبداعنا الأدبيّ؟

أبو النادي: أرى أنّ المشهد الثقافي الحالي بحالة نشطة، فهناك حراك فعلي بين الهيئات الثقافية المتمثلة بالمنتديات الثقافية المرخّصة من وزارة التنمية الاجتماعية ووزارة الثقافة. فالكلّ يعمل سواء بتنسيق أو دونه. وهنا نصل إلى التحدّيات التي تواجه الثقافة والإبداع. من هذه التحديات عدم وجود تنسيق أحيانًا في الفعاليات الثقافية، لأن كل هيئة ثقافية تعمل بشكل مستقل، فيصبح هناك تضارب في مواعيد الفعاليات، وبهذا يتشتت الجمهور ويتمزق. 

أيضًا أرى أنّ التمويل مشكلة أساسية، سواء كان من خلال وزارة الثقافة أو من خلال التمويل الداخلي أو الخارجي، فهناك صعوبات معينة في التمويل، فغالبًا لا يكفي التمويل أو لا توجد مصادر تمويل كافية. 

ولا ننسى عدم وجود مقرّات لبعض الهيئات الثقافية، فتعتمد تلك الهيئات على مؤسّسات الدولة أو الدوائر الرسميّة. ومن هنا قد تُؤجَّل الفعاليات أو تُلغى للأسف لعدم وجود مكان يستضيف هذه الفعاليات.

منبر البترا: من خلال خبرتكِ كناشطة ثقافية واجتماعية، كيف يمكن دعم الشباب وتشجيعهم على المساهمة في النشاط الثقافي والأدبي؟

أبو النادي: كما يقول المثل: “يدٌ واحدة لا تصفق”. تلك العملية تحتاج إلى تآزر وتضافر جهود مختلفة، سواء من طرف الحكومة ممثلة بالجهات المعنية، على سبيل المثال الدور التربوي في المدارس وتوجيه الطلاب نحو المطالعة، أو عن طريق استضافة شخصيات أدبية تزور هذه المدارس، أو إقامة مسابقات ثقافية لهم، سواء كانت في الشعر، أو تأليف القصص، أو أي مجال أدبي يبدعون فيه أو يهتمون به. لا بدّ من تعزيز هذا الأمر لهم، ودعم الشباب الذين هُمْ أولوية بالنسبة إلينا، ولا بدّ من دمجهم في المشهد الثقافي. 

عندما نجعل الشباب الأردني مُشارِكاً في فعالياتنا الثقافية، فإنهم يعيشون الدور الثقافي ويتحملون مسؤوليّة هذا الدور، من هنا لا بدّ من أن يكونوا معنا وبيننا.

منبر البترا: كونكِ مؤلفة لمجموعة قصصيّة مثل “سكاكين جاهزة وبالخدمة”، كيف تترجمين القضايا الاجتماعيّة من حولكِ إلى أعمال أدبية؟

أبو النادي:  أفضل الكتابة الواقعيّة، بمعنى أنّ معظم، بل كل ما احتوته المجموعة القصصية سكاكين جاهزة وبالخدمة هو من الواقع؛ فهو أدب واقعي. اخترتُ هذا النوع من الكتابة وأفضله بشدة لأن الأعمال الواقعية هي الأقرب إلى النفس، فهي تحاكي حياة كلّ واحد منا. 

عندما يقرأ القارئ النصّ، قد يشعر وكأنه الشخصية المقصودة أو شريك في الحدث. هذه القصص ليست منسوجة من الخيال بقدر ما هي انعكاس لتجارب واقعية من حياتنا اليومية. بالطبع، نضعها ضمن شخصيات مُستعارة بأسماء غير حقيقيّة، حتى لا نمسّ بالشخصيّات التي تعكس الواقع. 

تناولتُ العديد من القضايا الاجتماعيّة في أعمالي، ومن المستحيل أن تجدي قصة دون رمزية أو دلالة معينة. على سبيل المثال، تناولتُ حق المرأة في التعليم، وتمكين المرأة وتقديرها، والتسلّط، والغدر، وتأثير الإنترنت والتكنولوجيا على حياتنا، وضرورة توعية الأبناء، وصلة القربى والعلاقات العائلية، والبطالة، وحتى قضايا مثل ازدحام المرور، وثقافة الشارع، واحترام الآخر. 

حاولتُ ترجمة تفاصيل حياتنا اليومية ضمن القصص القصيرة. إلى جانب سكاكين جاهزة وبالخدمة، لدي أيضًا مجموعة سابقة بعنوان كرمة النديم، التي كانت بداية أعمالي. تضم كرمة النديم قصصًا ذات قيم واقعية وأخلاقية كنت أسقطها في القصص القصيرة. 

كما كانت هذه المجموعة منوعة أدبيًا، حيث تضمنت الخاطرة النثرية، وكان جزء كبير منها تحت باب “روحانيات”، الذي يعكس حالة من التأثر بالتصوّف المحمود (دون بدعة). تناولت القيم الإيمانيّة الجميلة وعلاقتنا بالله سُبحانه وتعالى، ما أضفى طابعًا روحانيًا على هذه المجموعة.

منبر البترا: ما رأيكِ في وضع القراءة بين الشباب الأردنيّ اليوم؟ وكيف يمكن تحفيزهم على القراءة والتفاعل مع الأدب؟

أبو النادي: هذا سؤال يصعب قياسه بدقة. من خلال تجربتي مع الإبداع الشبابي، ألاحظ أحيانًا وجود طلبة شغوفين بالقراءة ومنكبّين عليها. لكن عند النظر بشكل أوسع إلى الأفراد من حولي، أجد عزوفًا ملحوظًا عن القراءة، والسبب الرئيس هو التكنولوجيا التي أصبحت تحديًا أساسيًا. 

الجميع يلجأ الآن إلى الشاشات، سواء وسائل التواصل الاجتماعي أو التطبيقات التكنولوجية المختلفة. صحيح أنّ هناك من يلجأ للقراءة الإلكترونية، لكنها لا تغني عن قراءة الكتب الورقية. فالكتاب الورقي له وقع خاص؛ وملامسة الصفحات وشم رائحة الأوراق يتركان أثرًا أعمق في الذاكرة. القراءة الملموسة تترسّخ في النّفس بشكل أكبر مقارنة بالقراءة الرقميّة. 

لا شكّ أنّ القراءة هي غذاء الروح، ولكن تحفيز الشباب على القراءة يحتاج إلى خطط واضحة ومشاريع مستدامة. من أهم الوسائل لتحفيزهم، تنظيم نقاشات حول كتب أو روايات مُحدّدة. بالطبع، كل هذا يحتاج إلى توجيه وإشراف مدروس. إذا كانت هناك منتديات أو جامعات، يجب أن تُخصص لجان مسؤولة لتوجيه الشباب نحو القراءة. 

لن نحقق نتائج ملموسة وذات أثر دون وجود توجيه واضح. ليس لأننا لا نثق بالشباب، بل لأنهم يحتاجون إلى المساعدة لتطوير هذه العادة الحميدة. على سبيل المثال، إذا أعطيتِ طالبة جامعية في سنتها الأولى عشرة كتب وطلبتِ منها قراءتها خلال ثلاثة أشهر لمناقشتها لاحقًا، فلا يمكنني ضمان أنها ستفتح هذه الكتب. 

القراءة عادة يجب تأسيسها منذ الصغر لتصبح جزءًا من شخصية الإنسان. فهذه العادة تُبنى مع الزمن، وتتطلب جهودًا متواصلة من الأسرة، والمدارس، والجّهات المسؤولة عن تعزيز الثقافة.

الشاب المبدع، سواء كان مبدعًا بالفعل أو في بداية الطريق، يكمن جمال التجربة في المحاولة ذاتها. لا يمكنكِ تخيل مقدار التقدير الشخصي الذي يشعر به بعد هذه التجربة، وكيف يرتفع إحساسه بالثقة بالنفس. 

أنْ يخوض الشاب تجربة التواصل مع الجمهور والتعبير عن فكره وآرائه، سواء من خلال خاطرة أو قصّة أو أيّ نوع أدبي آخر، يُعدّ خطوة أساسيّة في بناء الثقة بالنفس وإدراك قدراته الأدبيّة.

منبر البترا: بوصفك رئيسة منتدى المستقبل الثقافي، ما الدور الذي يلعبه المنتدى في نشر الوعي الثقافي وتعزيز الحوار بين الشباب؟

أبو النادي: هناك أدوار متنوّعة يقوم بها المنتدى تعكس أهدافنا الرئيسة، ومن بينها تعزيز الحوار بين الشباب والكشف عن حالات الإبداع لديهم. لدينا فعاليات مستمرة تهدف إلى تسليط الضوء على الإبداع الشبابي، وقد قمنا بالعديد من الأنشطة، سواء في العاصمة عمان أو في المحافظات مثل الزرقاء. هذه الفعاليات تُوجَّه لدعم الشباب والكشف عن إبداعاتهم في المجالات الأدبيّة المختلفة. ومن خلالها استضفنا فرقًا وشبابًا من مختلف الجامعات، وبخاصّةٍ جامعة البترا. 

أدوار المنتدى لا تقتصر فقط على دعم الشباب، بل تمتدّ لتشمل تعزيز الثقافة بين جميع فئات المجتمع. من أهدافنا المهمّة، أيضاً، التوعية السياسيّة، خصوصًا التوعية بدور الأحزاب السياسيّة وعلاقتها بالتنمية السياسيّة والوعي السياسي لدى المجتمع. كما نسعى إلى رفع المستوى الثقافي، مع التركيز على النوعية والتميّز. 

من أهداف المنتدى أيضًا تكريم الجيل السابق، الرعيل الأول الحامل لواء الثقافة. قمنا بتكريم شخصيّات بارزة مثل الأديبة الأردنيّة سميحة خريس، الشاعر محمد سمحان، والشاعر علي الفاعوري. كما نظمنا فعاليّات مميزة مثل تأبين المرحوم عيسى الناعوري، حيث أقمنا مهرجانًا خاصًا تناول فيه الشعراء الإرث الأدبي لعيسى الناعوري. 

منتدانا يُركّز على تسليط الضوء على القامات الأردنيّة التي تؤثر في الدور الثقافي على المستوى المحلّي والعربي. أهداف المنتدى متنوعة وتشمل مجالات عدّة، من بينها: السياسة، والفنوّ، السياحة، وتطوير الذات، ممّا يجعل منتدى المستقبل الثقافي منصّة شاملة تهدف إلى خدمة المجتمع بمختلف جوانبه الثقافية.

منبر البترا:  تأسيسكِ للجنة الإبداع الشبابي يُعدّ مبادرة مُلهمة، ما الأهداف التي كانت وراء هذه اللجنة، وكيف كانت الاستجابة من الشباب؟

أبو النادي: قمتُ بتأسيس لجنة الإبداع الشبابي في اتحاد الكتّاب، لكن أيضًا، بِصفتي رئيسة منتدى المستقبل، كما ذكرت سابقًا، أطلقتُ مبادرة موجّهة لفئة الشباب. 

بالنسبة لإقبال الشباب على هذه المبادرة، أجد أنّ هناك شبابًا متحمّسين ومندفعين ومليئين بالدافعيّة لعرض نتاجاتِهم الأدبيّة، حتى وإن كانت متواضعة. لكن بالنسبة لي، التجربة الأولى التي يخوضها الشاب تُعدّ فتح بوابة أمامه نحو الإبداع. ما يهمّني حقًا هو أن أكون في خدمتهم شخصيًا، وأن أساعدهم في إيصال كلمتهم إلى الجمهور، لأنّ هذا الأمر يمنحهم شعورًا بالفخر والسعادة. 

منبر البترا: ما هي برأيك أهمية التّعليم في تعزيز الثقافة لدى الأجيال الصّاعدة؟ وكيف تُسهم المؤسّسات التعليميّة في هذا الدور؟

أبو النادي: أعتقد أنّ المعلّمين يتحمّلون جزءًا كبيرًا من المسؤولية في تعزيز الثقافة لدى الطلبة من خلال المواد الدراسية المختلفة.  على مستوى المدارس، يجب أن تكون الثقافة جزءًا لا يتجزأ من هويّة المدرسة، ممثلة بالإدارة والمعلمين، لا سيّما معلّمي اللغة العربيّة، لما لهذه المادّة من دور جوهري في بناء الهويّة الثقافيّة. 

أمّا على مستوى الجامعات، أرى أنّ الجامعات تُسلّط الضوء على هذا الجانب من خلال تنظيم مسابقات ثقافيّة متنوّعة. وفي جميع الجامعات الأردنيّة، سواء الرسمية أو الحكومية أو الخاصة، نجد مثل هذه المبادرات. على سبيل المثال، جامعة البترا لديها لجنة ثقافيّة على مستوى الكليّات والأقسام، وأخرى على مستوى الجامعة بشكل عام، تعمل على تمكين الطلبة من إبراز هويّتهم الثقافيّة والإبداع في المجالات الأدبيّة التي يبرعون فيها. 

هذا الدعم يجب أن يكون متواصلاً، وراسخًا، وثابتًا، وألّا يكون مجرّد نشاط شكلي أو اسم بلا مضمون. وجود لجان ثقافية يجب أن يكون فعّالاً، بحيث تركز على تحقيق أهدافها بشكل عمليّ، من خلال تنظيم مهرجانات، مسابقات، وفعاليّات ثقافيّة داخل الحرم الجامعي. 

وعليه، يمكننا قياس هذا الدور أيضًا على المدارس، حيث تكون المسؤوليّة مشتركة لتعزيز الثقافة منذ المراحل الأولى للتعليم، لضمان بناء جيل مثقف وواعٍ.

منبر البترا: حدّثينا عن تجربتكِ مع اتحاد الكُتّاب والأدباء الأردنيّين. ما هي أبرز الإنجازات والتحدّيات التي واجهتكِ خلال عملكِ هناك؟

أبو النادي: التحقتُ أو انتسبتُ إلى اتحاد الكُتّاب والأدباء الأردنيين منذ عام 2015. بدأت كعضو في الهيئة العامة، وبعد ثلاث أو أربع سنوات أصبحتُ عضوًا في الهيئة الإدارية. 

بالطبع، الهيئة الإدارية لها مهامها وأعمالها. بالنسبة للإنجازات، كان أول إنجاز بالنسبة لي شخصيًا هو تأسيس ما يُعرف بـ”لجنة الإبداع الشبابي”، التي أصبحت نافذة للشباب من خلال هيئة ثقافيّة رسميّة. يُعدّ الاتحاد من أقدم الهيئات الثقافيّة في الأردن بعد الرابطة، وله تاريخ طويل في ساحتنا الثقافيّة. 

يهتم الاتحاد بتحقيق البعد الثقافي من خلال أعضائه، إذ يركز على نتاجاتهم وإنجازاتهم. من أبرز إنجازاتي كانت مشاركتي في مهرجان جرش، حيث قدّمتُ أوراق عمل تناولت النّقد والمجال الأدبي، وبخاصّة فيما يتعلق بالقصّة القصيرة. بالإضافة إلى ذلك، ساهمتُ بتقديم أوراق نقديّة خلال إشهار الكتب وشاركتُ في ندوات ثقافيّة. 

كان لي الشرف أن أكون مقدِّمة ومشاركة في فعاليّات ثقافيّة مع الأستاذ الدكتور تيسير أبو عرجة. على سبيل المثال، شاركتُ بورقة عمل في فعاليّة بعنوان “التضليل الإعلامي”، وكانت تجربة مميزة إلى جانب هذا الأستاذ .

أما بالنسبة للتحدّيات، فأحدها هو ازدحام الاتحاد بالأعضاء، مما يؤدّي أحيانًا إلى تأجيل فعاليات بعض الأعضاء نظرًا لضيق جدول الفعاليات. ومن التحدّيات الأخرى التي أودّ ذكرها “الكتاب السنويّ” الذي يصدر عن الاتحاد. هو ليس تحدٍّ بمعنى الكلمة، بل أمنية برفع سويّة هذا الكتاب وكفاءته بحيث يكون انعكاسًا حقيقيًا لمكانة اتحاد الكُتّاب والأدباء الأردنيّين ويليق باسمه.

منبر البترا: كيف تقيّمين دور الإعلام في دعم الثقافة الأردنية؟ وهل تعتقدين أن هناك ما يكفي من التغطية للأنشطة الثقافيّة والأدبيّة؟

أبو النادي: هناك دور كبير للإعلام في التغطيات الثقافية، لكن الفكرة هي أنه إذا كانت التغطية من قبل إعلاميين بمبادرة منهم، فإنها عادةً ما تكون موجّهة إلى الفعاليّات الثقافيّة التي تنظّمها مؤسّسات الدولة. على سبيل المثال، وزارة الثقافة تشارك في مهرجان جرش وهي التي تنسّق وتنظّم له، وبالتالي تتمّ التغطية من قبل المؤسّسات الإعلامية المختلفة. 

لكن على مستوى الفعاليّات التي تنظمها منتديات معينة، لا تكون التغطية بالشكل المطلوب، إلا إذا بادرتُ أنا شخصيًا وأرسلت الإعلان ليتمّ نشره. لذلك، أجد أنّ قصورًا في التغطية الإعلاميّة، باستثناء بعض المواقع الإخباريّة التي بالكاد تكون معروفة. بصراحة، هذه مسألة غير مُرضية على الإطلاق. يجب أن تكون هناك متابعة حثيثة من قبل مؤسّسات الدولة الإعلاميّة لمواكبة الفعاليّات، بالطبع ليس كلّ فعاليّة، ولكن هناك فعاليّات ذات تأثير كبير، مثل تكريم الشخصيّات الأدبيّة الكبيرة، والتي يجب أن تتمّ تغطيتها من قبل الدولة. 

منبر البترا: ما هي طموحاتكِ وتطلعاتكِ المُستقبليّة بشأن دعم الثقافة والإبداع الأدبيّ في الأردن؟

أبو النادي:  لدي رؤية واضحة بخطوط عريضة، وهي أننا نسعى للتغيير، ونتطلّع إلى أدب نوعيّ مختلف. بالطبع، الدعم والتوجّه الأساسيّين هما مدّ يد العون للشباب. من التطلّعات التي أؤمن بها، هي تسليط الضوء على الجيل الأول المؤثّر في الثقافة وتكريم الأسماء البارزة التي رسمت أولى الخطوات الثقافيّة في بلدنا الحبيب. ولذلك، أسعى دائمًا لتكريم الشخصيّات التي تستحقّ هذا التكريم، في كلمة شكر لأولئك الذين وضعوا اللبنة الأولى للثقافة في العصر الحديث. 

كما ذكرت، تطلعاتي تتعلّق بالشباب وتكريم الأوائل، بالإضافة إلى أنّ اكتشاف أيّ نوع من أنواع الإبداع الأدبي سيكون لهذا الإبداع النصيب الأكبر من الدعم، حتى وإن كان مختلفًا أو يحمل بصمة خاصّة به. 

أنا لا أفضل التقليد أو التلقين أو الأعمال العادية. العادي لا يثير انتباهي. أحبّ أن نكتشف أولئك الذين يمتلكون مواهب فريدة ولكنهم لا يجدون الفرص المناسبة للوصول إلى السطح وإبراز قدراتهم. ومِنْ بين تطلّعاتي أيضًا نشر المعرفة والثقافة وحبّ الأدب والفخر بِلُغتنا العربيّة بين الطلاب، من المستوى المدرسيّ إلى الجامعيّ وما بعد الجامعيّ.

منبر البترا:  أخيراً، ما هي نصائحكِ للشّباب الذين يودّون دخول مجال الأدب أو النشاط الثقافي؟

أبو النادي: نصائحي للشباب الذين يرغبون في دخول المجال الثقافي والأدبي: لن تسعفك موهبتك الفطريّة إذا لم تكن لديك ثقافة واسعة. 

الثقافة الواسعة هي حصيلة مطالعتك للأدبيّات المختلفة، من الأدب العالميّ، والمحلّيّ، والعربي. يجب أن يكون الأدب بشكل عام مجال اهتمامك، مع التركيز على ما يمثل توجّهك الأدبي. بمعنى إذا كنت تهتم بالقصّة القصيرة، فعليك الانكباب على قراءة الكتب والأدباء الذين كتبوا في هذا المجال. وإذا كنت تكتب في الشّعر، يجب عليك الغوص في الشعر على اختلاف أنواعه وبحوره. وهكذا. 

ثانيًا، لا بدّ من التفاعل النشط ثقافيًا، بمعنى حضور الفعاليّات الثقافية لتلمُّس الواقع المعاش. يجب على الشاب أن يكون على دراية بما يحدث حوله ثقافيًا، وأن يعرف أسماء الشّعراء والأدباء. كما يمكنه أن يتقرّب منهم لطلب النُّصح، وأنا متأكدة أنّ نسبة كبيرة منهم سيبذلون جهدهم لدعمه ومساندته.

Related posts

طه درويش : اللغة العربيّة في خطر!!

Admin User

الرواحنة : دور المرأة النائب مساعدة المرأة الأردنية لرسم طريق النجاح

Admin User

المخرج الأردني ثلجي يؤكد أن الشباب الأردني “مستثنى” من البرامج الإعلامية الهادفة

Admin User

اترك تعليقا

WP2Social Auto Publish Powered By : XYZScripts.com