منبر البترا / روان شاهين- كلية الإعلام- افتتحت مركزها الخاص وبدأت تُعلّم الموسيقى ليتخرّج من بين يديها المئات وأكثر من العازفين ومؤلفي الموسيقى، لكن هناك شغفٌ ما يشدها نحو المبدعين والتطوّع والنهوض بالطاقات والمواهب، فخرجت من بين أوتار العزف إلى فضاء الأردن المليء بالإبداعات لتحوّلها إلى مشاريع ناجحة.
هي مها درويش رئيسة ومؤسسة “جمعية إبداع” التي تحدّثت عن مسيرتها مع الإبداع خلال مقابلة أُجريت معها، إذ تقول : “انطلقت إلى جانب الموسيقى في التعرف على المبدعين والتجوال بين المناطق والقيام بالأعمال التطوعية مدة 13 سنة حتى ارسيت بنفسي على شاطئ الإبداع فأسستُ جمعيتتي”إبداع” .
والهدف الأسمى لهذه الجمعية كما تفيد هو “التعليم وتطوير العقول الشابة المبدعة والعمل على توفير كل المستلزمات الذين يحتاجونها لكي يطوروا اختراعاتهم ومواهبهم وإبداعاتهم” في الوقت الذي تموت فيه مواهب كثيرة لدى الشباب لأنهم لا يجدون مكاناً يحتضنهم، الشيء الذي عملت عليه الجمعية وركّزت جهودها فيه، خصوصاً أن كثيراً منهم يعيشون في المناطق الأقل حظاً لكنها مناطق مليئة بالمواهب وتفتقد للفرص.
منذ تأسيس جمعيتها عام 2008 وهي تكافح وتبحث عن المواهب وتحتضنها وتتكفّل بمصاريف الدراسة لهم إلى جانب الأنشطة التي تقيمها في المناطق البعيدة التي آمنت درويش بأن الأطراف والقرى هي خزانٌ في الإبداع وأن الحرمان لشباب هذه المناطق يجب أن يتحوّل إلى فرص نجاح كما تقول .
14 عام وهي تقيم المعارض وتعرض الإبداعات وتعمل على التشبيك بين هلا الشباب وبين الشركات اضافة إلى ترويج منتجاتهم الإبداعية واختراعاتهم عالمياً وليس فقط محلياً.
وتقول درويش : ” أول عامين وحتى عام 2010 كان مفهوم الإبداع غير واضح لدى مختلف الجهات، لذلك لم يتلقَ الشباب المبدعين الدعم من المؤسسات أو الأشخاص الذين كانوا يركزون على دعم الفقراء والإطعام دون اهتمام بدعم المبدعين أو اقتناع بأهمية هذا الأمر لجيل المستقبل.
أما في2011 بدأت الناس يتجاوبون مع الجمعية ويتشجعون للأفكار التي تعمل عليها، حتى العام 2012 الذي نظّمت فيه الجمعية ” أول مؤتمر عربي للإبداع” بالتعاون مع جامعة عمان الأهلية واستطاعت أن تقدّم 100 مبدع ومخترع خلال المؤتمر خرج منهم 12 مبدعاً لديهم أفكاراً جاهزة لأن تتحول إلى مشاريع ناجحة وحصل الباقون على اهتمام في تطوير أفكارهم بتوفير المواد التي يحتاجونها.
بعد ذلك، بدأ تظهر مشاريع فعملوا إبداع اكسبو في 2017 برعاية جلالة الملكة رانيا، بحضور 16 مخترعاً، قائلة : باستمرار في اختراعات كثيرة وتحولت إلى مشاريع في أرض الواقع، وهكذا كانت تعمل الجمعية بفريقها النشط من السيدات اللاتي يواصلن الليل بالنهار لأجل تنمية مواهب الشباب وتوفير الداعمين لهم .
ولأجل تسهيل مهمة المبدعين، عملت الجمعية على توقيع اتفاقيات شراكة مع عدد من الجامعات، (الأميرة سمية ، عمان الأهلية ، مؤتة ) وهذه الشراكات ساعدت المبدعين في الجمعية أن يدخلوا إلى الجامعات ويتحدثوا عن مواهبهم ويستفيدوا من المواد والبنية التحتية فيها اضافة إلى الشراكة مع الجمعية العلمية الملكية التي ساهمت في تطوير كفاءتهم ليشاركوا في مؤتمرات كثيرة خارج الاردن .
ركزت الجمعية على الجانب التكنولوجي لدى المبدعين، وهو مجال مهم جداً في عصرنا الحالي، لذلك تم تأسيس مراكز في المناطق الأقل حظاً في عين الباشا ومخيم البقعة ثم وادي السير وداخل عمان وإنشاء مركز لتعليم الروبوت وهذا المركز استطاعوا من خلاله الوصول إلى تعليم الروبوت ليس فئات عمرية كبيرة بل أيضاً الأطفال من عمر 9 إلى 17 سنة، يتم فيها توفير كل ما يحتاجونه والأجهزة المطلوبة بوجود مدربين مختصين والتدريب مجاناً حتى استطاعوا أن يفوزوا بجوائز على مستوى المملكة .
أما النظرة المستقبلية لجمعية إبداع التي تقع بالقرب من شارع عبدالله غوشة، هي الوصول إلى المناطق النامية والمحافظات والبحث عن الشباب المبدعين وعن الأفكار الريادية ودعمها وتطويرها حتى تتحوّل إلى مشاريع، وبناء أو إيجاد مراكز داخل هذه المحافظات حتى يستطيع الشباب ممارسة وتنفيذ أفكارهم واكتشاف مواهب جديدة لديهم، وأيضاً التوسع في موضوع الروبوت في كل المحافظات .
تدعو درويش في نهاية المقابلة كل مَن لديه فكرة، أن يطورها ويبدأ بالبحث عن مؤسسات أو جهات تهتم بهذه الفكرة وأن يتواصل مع جمعية إبداع التي ستدرس فكرته أو موهبته، وتوفر له أن يلتقي في الجمعية مع المبدعين الآخرين الذين يساعدوه في تنمية قدراته.
بإشراف الدكتور زياد الشخانبة