منبر البترا- نهاد أبو الحلاوة
يعاني سوق الملابس من ضعف العملية الشرائية في أكثر مواسمه إقبالاً وهو موسم العيد.
ويأتي هذا التراجع بسبب التأثيرات الاقتصادية لفايروس كورونا الذي يفرض التباعد الاجتماعي ويمنع الزيارات إضافة إلى حظر التجوال المسائي وجميعها تحد من ابتياع الملابس من قبل المواطنين.
ويعمل الأردنيون على ترتيب أولوياتهم بما ينسجم مع قدراتهم الشرائية، التي تراجعت بسبب التبعات الاقتصادية الأخيرة ليركزوا على الأساسيات المعيشية التي هي اهم في يومنا، كما ويعاني المواطنون من زيادة الأزدحامات المرورية التي تعيق وصولهم إلى الأسواق .
وقال مواطنون من الآباء بأنهم حصروا ابتياع الملابس باطفالهم فقط مشيرين إلى غياب الرغبة لديهم او لدى فئة الشباب إرتداء ملابس جديدة بالعيد وذلك بفعل ظروف جائحة كورونا التي جعلت حال تفكير الناس بأساسيات الحياة على حساب الجوانب الترفيهية أو الكمالية.
وانخغضت مستوردات المملكة من الألبسة والأحذية بحدود 50 بالمئة خلال الربع الأول من العام الحالي، وتراجعت إلى نحو 35 مليون دينار، مقارنة بـ 70 مليون دينار خلال الفترة نفسها من العام الماضي 2020.
وتأتي غالبية مستوردات الاردن من الالبسة والاحذية من تركيا والصين إلى جانب بعض الدول العربية والاوروبية والآسيوية.
ويضم قطاع الألبسة والأحذية والأقمشة الذي يشغل 57 الف عامل، غالبيتهم من الاردنيين، اكثر من 11 الف منشأة تعمل بمختلف مناطق المملكة.
ويوجد في السوق المحلية 180 علامة تجارية من الألبسة والأحذية تستثمر داخل المملكة.
وقال لمنبر البترا ممثل قطاع الألبسة والأحذية والاقمشة والمجوهرات في غرفة تجارة الأردن اسعد القواسمي، ” هذا الموسم يختلف عن المواسم السابقة من ناحية القوة الشرائية للألبسة، فهو أفضل من موسم ٢٠٢٠ الذي كان فيه قطاع الألبسة مغلق، لكن يبقى هذا الموسم أقل بكثير بالحركة الشرائية من موسم ٢٠١٩ و ٢٠١٨”.
وقال إن التحسن الذي حصل في اسواق الملابس ليس في كل المناطق والمدن، وهناك تباين بين الأماكن في القوة الشرائية
وأشار القواسمي إلى وجود تراجع بالمستوردات بسبب التخوف من الركود الاقتصادي وخوف التجار من استيراد بالضائع الذي تراجع بنسبة ٢٠% الشيء الذي انعكس على الاسواق التي في ذات الوقت في تراكم بضائع من السابق .
وتابع القواسمي بأن قرار فتح يوم الجمعة كان جيدا لكن الوقت غير كافي للتسوق ، لان اصحاب المحال يغلقونها الساعة الخامسة والوقت غير كاف ولم يؤدِ الى انعكاس ايجابي وسط هروب الناس من الازدحامات وحالة الإرباك العامة.
واضاف القواسمي انه تم توزيع التعليمات الوقائية داخل الأسواق كافة لتقوم بوضع الإرشادات اللازمة والوقائية على أبوابها كالتباعد ولبس الكمامة والحث على أخذ المطعوم.
فيما اوضح تاجر الألبسة سالم غانم “لمنبر البترا ” أن وضع الأسواق في شهر رمضان المبارك من ناحية الاقبال كان جيدا نوعا ما، لكن بحسب قوله هناك شح في البضاعة وغلاء بالاسعار ادى إلى عدم الإقبال الكبير بسبب عدم وجود بصائع جديدة وايضاظ زيادة اسعار الملابس في ظل تراجع عملية الاستيراد.
وقال الغانم إن المحلات التجارية الصغيرة شهدت ثأثراً كبيرا بسبب محلات التصفية والمولات الكبيرة التي تستطيع عمل خصومات كبيرة فالناس كما يقول : يهمها الأسعار لا الجودة.
وأكد غانم أنه تم استيراد بضاعة من الخارج لكن بكميات قليلة خوفا من قرارات الحكومة المفاجأة .
وتابع أن الأرباح انخفضت كثيرا عن السنوات السابقة بسبب تراجع الحالة المالية لدى الناس وصعف الحركة والمنافسة القوية بين التجار، مشيراً إلى أن قرارات الحكومة كان بعضها غير مناسب من حيث عدد الساعات الذي يتأثر به قطاع الألبسة على خصوصا في رمضان الذي يعد من أهم شهور السنة في عملية البيع .
وقالت احدى العاملات في محال الالبسة أبرار صلاح، أن حالة الاسواق طبيعية لكنها ليست عالمواسم اليابقة لكورونا، مبينة أن اغلب بضائع العام الماضي بقيت في المحال يتم بيعها حاليا بخسارة، مشيرة إلى أن الحركة الاساسية لأسواق الملابس هي في الليل وقبل العيد وليس بعده.
واضافت أن البيع يكون بربح قليل جداً وسط حالة من الإرتباك العام من حيث إغلاق المحال وقت الحظر وضرورة اجتياز الازمات وصولاً إلى البيوت وهذا سبب ضرراً في السوق الاردني بسكل عام.
بإشراف الدكتور زياد الشخانبة